كتاب شرح معاني شعر المتنبي لابن الإفليلي - السفر الأول (اسم الجزء: 2)
ثم قال: وإذا كانت ذات الخدر لا تجد من الناس كفؤاً لنفسها، ولا عديلاً لقدرها،
أرادت الموت بعلا يتكفل بصيانتها، ويذهب بها، موفياً بحق جلالتها، دون أن تتملك بالنكاح تملك سائر النساء، وذوات النظراء والأكفاء.
وَلَذِيذُ الحَيَاةِ أَنْفَسُ في النَّفْ ... سِ وَأَشْهَى من أَنْ يُمَلَّ وَأَحلاَ
ثم يقول: ما تستلذه أنفس الناس من الحياة، أنفس فيها، وأشهى إليها، من أن يمل ذلك ويستطال، ويكره ولا يستدام.
وإذَا الشَّيْخُ قال أُفٍّ فَمَا ... ملَّ حَيَاةً وإنَّما الضَّعْفَ مَلاَّ
ثم قال، على نحو ما قدمه: وإذا الشيخ قال أف لنفسه، وأظهر الاستطالة لمدة عمره، فليس ذلك بأنه مل الحياة وسئمها، واستثقلها وكرها، وإنما مل الضعف والهرم، واستكره الكبر والألم، يشير إلى أن الحياة تألفها طباع البشر، وتستحب في التشبيه والكبر.
آلةُ العَيْشِ صِحَّةُ وَشَبَابُ ... فإذا وَلَّياَ عَنِ المَرْءِ وَلَّى
ثم قال: آلة العيش وبهجته، وحقيقته وغبطته: الشباب والصحة،
الصفحة 333
352