كتاب شرح معاني شعر المتنبي لابن الإفليلي - السفر الأول (اسم الجزء: 2)

وما كلُّ وَجْهٍ أَبْيضٍ بِمُباركٍ ... وَلاَ كُلَّ جَفْنٍ ضَيَّقٍ بِنَجِيب
ثم قال، مشيراً إلى فضل يماك على غيره من الأتراك: وما كل تركي أبيض الوجه، مباركة طلعته، ولا كل من كان منهم ضيق الجفن، مشهورة نجابته، وبياض الوجوه، وصغر العيون، من صفات الأتراك، فيقول، منبها على فضل يماك في أبناء جنسه: إنه ليس كل من أشبهه في خلقه، وشاركه في جنسه، يشاركه في نجابته، ويشبهه في شجاعته وطاعته.
لَئِنْ ظَهرَتْ فِيناَ عَلَيْهِ كَآبَةُ ... لَقَدْ ظَهَرتْ فيِ حَدَّ كُلَّ قَضيبِ
القضيب: السيف القاطع.
فيقول: لئن ظهرت فينا الكآبة لموته، واستبان علينا الأسف لفقده، لقد ظهر ذلك في قواطع السيوف، لما سلف من جلاده بها، وتقدم من استعماله في الوقائع لها.
وَفي كُلَّ قَوْسٍ كُلَّ يَوْمٍ تَنَاضُلُ ... وَفي كُلَّ طِرْفٍ كُلَّ يَوْمٍ رُكُوبُ
الطرف: الفرس الكريم.
ثم قال: وكذلك اكتأبت عليه القسي عند التناضل، وعتاق الخيل عند التجاول، لقيامه بشروط الرمي، ومعرفته بركوب الخيل، وأنه جمع مع الإقدام والشجاعة؛ الحذق بصناعات الحرابة.
يَعِزُّ عَلَيْهِ أَنْ يُخِلَّ بِعَادةٍ ... وَتَدْعُو لأَمِرٍ وهو غَيْرُ مُجيبِ

الصفحة 8