كتاب العلل لابن أبي حاتم ت الحميد (اسم الجزء: 1)

أبو حاتم الرازيُّ والبَرْدِيجيُّ:
أما أبو حاتم: فحكَى عنه ابنُهُ عبد الرحمن (١) أنه قال: «هَذَا حديثٌ باطلٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ» .
وأما البَرْدِيجيُّ: فنقَلَ عنه ابنُ رجب (٢) أنه قال: «هذا عندي حديثٌ مُنْكَرٌ، وهو عندي وَهَمٌ من عمرو بن عاصم» .
قال ابن رجب (٣) - عَقِبَ ذكره لكلامِ أبي حاتمٍ والبَرْدِيجي -: «وهذا الحديثُ مُخَرَّجٌ في الصحيحَيْنِ مِنْ هذا الوجه، وخرَّج مسلم (٤) معناه أيضًا مِنْ حديثِ أبي أمامة، عن النَّبِيِّ (ص) ؛ فهذا شاهدٌ لحديثِ أنس.
ولعلَّ أبا حاتمٍ والبَرْدِيجيَّ إنما أنكرا الحديثَ؛ لأنَّ عمرو بن عاصمٍ ليس هو عندهما في مَحَلِّ مَنْ يُحْتَمَلُ تفرُّدُهُ بمثلِ هذا الإسناد، والله أعلم» .
ثم نقَلَ ابنُ رجب (٥) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيد القَطَّان والإمامِ أحمد بعضَ الأمثلةِ التي تَدُلُّ على مِثْلِ ما ذهب إليه أبو حاتم والبَرْدِيجيُّ، وقال: «وهذا الكلامُ يَدُلُّ على أنَّ النَّكَارة عند يحيى القطان لا تزولُ
---------------
(١) في "العلل" (١٣٦٤) ، ونقله عنه ابن رجب في "شرح علل الترمذي" (٢/٦٥٤) .
(٢) في "شرح علل التِّرْمذي" (٢/٦٥٤) .
(٣) في الموضع السابق (٢/٦٥٥) .
(٤) في "صحيحه" (٢٧٦٥) .
(٥) في "شرح علل الترمذي" (٢/٦٥٦-٦٥٧) .

الصفحة 106