كتاب العلل لابن أبي حاتم ت الحميد (اسم الجزء: 1)
تَعْرِيفُ العِلَّةِ لُغَةً
العِلَّةُ في لُغَةِ العَرَبِ: المَرَضُ؛ ويقال لمن أَعَلَّهُ اللهُ بِمَرَض: مُعَلٌّ، وعَلِيلٌ (١) .
قال ابن منظور (٢) : «وقد اعْتَلَّ العَليلُ عِلَّةً صَعْبةً، والعِلَّةُ: المَرَضُ، عَلَّ يَعِلُّ، واعْتَلَّ، أي: مَرِضَ، فهو عَليلٌ، وأَعَلَّهُ اللهُ، ولا أعَلَّكَ الله، أي: لا أصابَكَ بعِلَّة» .
واختُلِفَ في جواز إطلاق «مَعْلول» على الحديثِ الذي فيه عِلَّةٌ:
فالمُحَدِّثون يُسَمُّون كلَّ ما يَقْدَحُ في الحديث عِلَّةً؛ أَخْذًا من المعنى اللغويِّ، ويقولون عن الحديثِ الذي فيه عِلَّةٌ: «مَعْلولٌ» ، ومثلهم الفقهاء والأصوليون؛ يقولون في باب القياسِ وغيرِهِ: «العِلَّةُ، والمَعْلول» (٣) .
وأنكَرَ هذا عليهم بعضُ علماء اللغة، وتَبِعهم متأخِّرو أهل
---------------
(١) انظر "المحكم" لابن سيده (١/٤٦) ، و"الأفعال" لابن القوطيَّة (ص١٧) ، وللسَّرَقُسْطي (١/٢٠٧) ، ولابن القَطَّاع (٢/٣٨٦) ، و"الصحاح" للجوهري (٥/٧٧٤) ، و"القاموس" للفيروز آبادي (٤/٢١) .
(٢) في "اللسان" (١١/٤٧١) .
(٣) انظر مثلاً: "الجامع الصغير" لمحمد بن الحسن الشيباني (١/١٨٩) ، و"أحكام القرآن" للجصاص (٢/١٩) ، و"أحكام القرآن" لابن العربي (٤/١٦٩) ، و"الوسيط" للغزالي (٥/١٩٩) ، و"كشاف القناع" للبهوتي (٣/٣٧٦) ، و"أصول السرخسي" (٢/١٤٥-١٤٩) ، و"الإحكام" للآمدي (٤/٢٤) ، و"روضة الناظر" (ص٢٠) ، و"المسودة" (ص٣٩٣) ، وغيرها كثير.
الصفحة 39