كتاب العلل لابن أبي حاتم ت الحميد (اسم الجزء: 1)

أثرَ الغائِط وَالْبَوْلِ؛ فَإِنِّي أستَحْيِيهِمُْ (١) ، وكان رسول الله (ص) يفعَلُه (٢) .
وقلتُ لأَبِي زُرْعَةَ (٣) : إنَّ شُعْبَة يروي عَن يزيدَ الرِّشْكِ (٤) ، عن
---------------
(١) في (ت) و (ف) و (ك) : «أَسْتَحِيهِمْ» ، وفي "مسند أبي يعلى": «فإنِّي أَسْتَحْيِي منهم» وكل ذلك صحيحٌ في اللغة؛ فإنه يقال: اسْتَحْيَيْتُ، واسْتَحَيْتُ؛ الأولى بياءين وهي لغةُ أهل الحجاز وبها نزل القرآن، والثانية لتميم بياء واحدة حذفوا الياء الأخيرة كراهية التقاء الياءين، وقال الأخفش وغيره: يتعدَّى بنفسه وبالحرف، وعلى ذلك فلك في هذا الفعل أربع لغات: اسْتَحْيَيْتُ منه واستَحْيَيْتُهُ؛ بياءين فيهما، واستَحَيْتُ منه واستَحَيْتُهُ؛ بياء واحدة فيهما، والاستحياء: هو الانزواءُ والانقباض، ويقال: حَيِيَ منه حياءً فهو حَيِيٌّ. انظر: "المصباح المنير" (١/١٦٠) .
(٢) قال السِّنْدي في "حاشيته على النسائي": «قوله: «كان يفعله» ، أي: فهو أولى وأحسَنُ، ولم تُرِدْ أنَّ الاكتفاء بالأحجار لا يجوز» . اهـ.
(٣) نقل هذا النص ابن دقيق العيد في "الإمام" (٢/٥٣٨) .
(٤) اختلف على يزيد الرشك في هذا الحديث:
فرواه ابنُ أبي شيبة في "المصنَّف" (١٦٣٣) من طريق ابن عليَّة، عنه، به موقوفًا مِثْلَ رواية شعبة التي ذكرها المصنِّف.
ورواه أحمد في "مسنده" (٦/١١٣ رقم ٢٤٨٢٦) من طريق أبان، والطبراني في "مسند الشاميين" (١٢٨٣) من طريق عبد الله بن شوذب، كلاهما عَن يزيد الرشك، عَن معاذة، به مرفوعًا. وقرن أبانُ في روايته قتادة بيزيد الرشك.
قال البخاري في "التاريخ الكبير" (٤/٣٠٠) : «قال لي سعيد بن محمَّد، نا يعقوب، نا أبي، عن ابن إسحاق، حدَّثني الصلت بن مسلم، عن الحسن، عن أم الصهباء امرأةٍ من أهل البصرة ثقة، قالت: دخلت على عائشة في نسوة من أهل البصرة؛ قالت: «مُرْنَ أزواجَكُنَّ، فإنِّي أسْتَحِيهِنَّ؛ فلْيَغْسِلوا سبيلَ الغائطِ والبول» ، وأمُّ الصهباء هي معاذةُ، روى أبو قلابة ويزيدُ الرِّشْك عَن معاذة، عَنْ عَائِشَةَ، ورفعَهُ قَتَادَةَ، عَنْ مُعَاذَةَ، عَنْ عَائِشَةَ؛ أنَّ النبي (ص) كان يَفْعَلُهُ» . اهـ.

الصفحة 537