وسُئل أَبُو زُرْعَةَ عَن هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: هُوَ عِنْدِي حديثٌ واهٍي (١) ، ومعاويةُ بنُ قُرَّة لَمْ يَلْحَقِ ابنَ عُمَرَ (٢) .
وَقُلْتُ (٣) لأَبِي: فإنَّ (٤) الربيع بن سُلَيمان حدَّثنا بهذا (٥) الحديثِ عَنْ أَسَدِ بْنِ مُوسَى، عَنْ سلَاّم بْنِ سُلَيْم، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلَمَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّة، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) ؟
فَقَالَ: هُوَ سَلَاّم الطَّويل، وَهُوَ متروكُ الْحَدِيثِ. وَهُوَ زيدٌ العَمِّي (٦) ، وهو (٧) ضعيفُ الحديث (٨) .
---------------
(١) كذا في جميع النسخ بإثبات الياء مع الاسم المنقوص المرفوع المنوَّن، وهي لغةٌ صحيحةٌ عند العرب وإنْ كانت مرجوحة، وانظر الكلام عليها في المسألة رقم (١٤٦) .
(٢) نقل قول أبي زرعة هذا: ابن التركماني في "الجوهر النقي" (١/٨٠) .
(٣) في (ت) و (ك) : «قلت» بلا واو.
(٤) المثبت من (ت) ، وفي بقيَّة النسخ: «قال» .
(٥) في (ت) و (ك) : «هذا» .
(٦) أي: وزيدٌ المذكور هو زيد العَمِّي، لا زيد بن أسلم.
(٧) قوله: «وهو» ليس في (ف) .
(٨) ذكر ابن عدي في"الكامل" (٣/٩٩) هذا الحديث من رواية داود بن المُحَبَّر، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ معاوية ابن قرَّة، عن أبيه، عن النبي (ص) ، ثم قال: «وهذا رواه زَيْدٍ العَمِّي، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قرَّة، فقال عبد الله بن عَرادة عنه: عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قرَّة، عَنِ عبيد بن عمير، عن أُبَيِّ بن كعب، وقال سلَاّم الطويل: عَنْ زَيْدٍ العَمِّي، عَنْ مُعَاوِيَةَ ابن قرَّة، عن ابن عمر، وهكذا رواه عبد الرحيم بْنُ زَيْدٍ العمِّي، عَنْ أَبِيهِ أيضًا» .
وأخرج هذا الحديث (٣/٣٠٠) في ترجمة سلام الطويل، ثم قال: «وهذا اختُلِفَ على معاوية بن قرَّة؛ فقال سلام: زَيْدٍ العَمِّي، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قرَّة، عن ابن عمر، وهكذا رواه عبد الرحيم بن زيد، عن أبيه. ورواه عبد الله بن عَرادة، عَنْ زَيْدٍ العَمِّي، عَنْ مُعَاوِيَةَ بن قرَّة، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنِ أُبَيِّ بن كعب» . اهـ.
وذكره الدارقطني في "العلل" (٤/٥٠/ب-٥١/أ) ، فقال: «يرويه زيد العَمِّي، ومحمد بن الفضل بن عطية، عَنْ زَيْدٍ العَمِّي، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قرَّة، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، ورواه أبو إسرائيل الملائي، عن زيد العَمِّي، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، ووهِمَ فيه، والصواب: قول من قال: عن معاوية بن قرَّة. وقال مرحوم بن العطَّار: عن عبد الرحيم بْنُ زَيْدٍ العمِّي، عَنْ أَبِيهِ، عن معاوية بن قرَّة، مرسلاً. ورواه عبد الله بن عَرَادة، عَنْ زَيْدٍ العمِّي، عَنْ مُعَاوِيَةَ بن قرَّة، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنِ أُبَيِّ بن كعب، ولم يتابع عليه» . اهـ.
وذكر ابن عبد البر هذا الحديث في "التمهيد" (٢٠/٢٥٩) وحكم عليه بالضعف، وقال: «وحديث: "هَذَا وُضُوئِي وَوَضُوءُ الأَنْبِيَاءِ قَبْلِي"؛ فإنما يدور على زيد بن الحواري العمِّي والد عبد الرحيم بن زيد، وهو انفرد به، وهو ضعيف ليس بثقة، ولا ممن يُحتَجُّ به، وقد اختُلِف عليه فيه أيضًا» ، ثم ذكر الاختلاف، ثم قال: «وهو حديث لا أصل له، وعبد الرحيم وأبوه زيد متروكان» ، ثم أخرجه بسنده، ثم قال: «هذا كله منكر في الإسناد والمتن، وقد ثبت عن النبي (ص) أنه كان يتوضَّأ مرَّة مرَّة، رواه ابن عباس وغيره من حديث الثقات، وأجمعت الأمة أن من توضَّأ مرَّة واحدة سابغة أجزأه، وكيف كان رسول الله (ص) يتوضَّأ مرَّة مرَّة، فيرغب بنفسه عن الفضل الذي قد ندب غيره إليه؟! أو كيف كان يتوضَّأ مرَّة أو مرَّتين ويقصِّر عن ثلاث إذا كانت الثلاث وضوء إبراهيم (ص) ، وقد أُمر أن يتَّبع ملة إبراهيم حنيفًا؟! وليس يشتغل أهل العلم بالنقل بمثل حديث عبد الرحيم بن زيد العمِّي وأبيه وقد أجمعوا على تركهما» . اهـ.