فَقَالَ: اختلفتِ الرِّوايةُ:
فَمِنْهُمْ مَنْ يَرْوِي عَنْ مِقْسَم، عَنِ ابْنِ عباس، موقوفً (١) .
وَمِنْهُمْ مَنْ يَرْوِي عَنْ مِقْسَم، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلاً (٢) .
وأمَّا مِنْ حديثِ شُعْبَة: فإنَّ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ (٣)
أَسْنَدَهُ،
---------------
(١) كذا بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد تقدَّم الكلامُ عليها في التعليق على المسألة رقم (٣٤) .
هذا؛ والحديث رواه الدارمي في "مسنده" (١١٤٦) من طريق أبي الوليد الطيالسي، والدارمي (١١٤٧) ، والنسائي في "الكبرى" (٩٠٩٩) من طريق سعيد بن عامر، وابن الجارود في "المنتقى" (١١٠) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (١/٣١٥) من طريق عبد الرحمن ابن مهدي، والبيهقي (١/٣١٤-٣١٥) من طريق عفان ابن مسلم وسليمان بن حرب، خمستهم عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عبد الحميد بن عبد الرحمن، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، به، موقوفًا.
قال البيهقي: «وكذلك رواه مسلم بن إبراهيم، وحفص ابن عمر الحوضي، وحجاج ابن منهال، وجماعة، عن شعبة، موقوفًا على ابن عباس» .
(٢) الحديث أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (١٢٦٣) ، وابن المنذر في "الأوسط" (٢/٢١٢) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (١/٣١٦) من طريق الثوري، = = عن علي بن بذيمة وخصيف، عن مِقْسَم، عن النبيِّ (ص) ، مرسلاً.
(٣) في (ك) : «يحيى بن شعبة» . ويحيى بن سعيد هذا هو: القطَّان. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (١/٢٢٩-٢٣٠ رقم٢٠٣٢) ، وأبو داود في "سننه" (٢٦٤ و٢١٦٨) ، وابن ماجه في "سننه" (٦٤٠) ، والنسائي في "سننه" (٢٨٩) ، وابن المنذر في "الأوسط" (٢/٢١٢) ، والطبراني في "الكبير" (١١/٣٠٢ رقم ١٢٠٦٦) ، والحاكم في "المستدرك" (١/١٧١-١٧٢) ، جميعهم من طريق يحيى القطان، عن شعبة، عَن الحكم بْن عُتيبة، عَنْ عبد الحميد بن عبد الرحمن، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عن النبي (ص) فِي الَّذِي يَأْتِي امْرَأَتَهُ وَهِيَ حائض، قال: يتصدَّق بدينار أو نصف دينار. قال أبو داود: «هكذا الرواية الصحيحة؛ قال: دينار، أو نصف دينار، وربما لم يرفعه شعبة» .
وأخرجه ابن ماجه في "سننه" (٦٤٠) من طريق ابن أبي عدي، وابن الجارود في "المنتقى" (١٠٨) من طريق وهب بن جرير، وفي (١٠٩) من طريق سعيد بن عامر، والبيهقي في "السنن الكبرى" (١/٣١٤) من طريق النضر بن شميل، أربعتهم عن شعبة، به مرفوعًا. ورواه جماعةٌ غير هؤلاء عن شعبة بالإسناد السابق موقوفًا.
وقال ابن القيم في "تهذيب السنن" (١/١٧٣) : «قول أبي داود: "هكذا الرواية الصحيحة" يدلُّ على تصحيحه للحديث، وقد حكم أبو عبد الله الحاكم بصحته، وأخرجه في "مستدركه"، وصححه ابن القطان أيضًا» .
وقال أبو داود في "مسائله لأحمد" (١٧٧) : «سمعت أحمد سُئل عن الرجل يأتي امرأته وهي حائض؟ قال: ما أحسنَ حديثَ عبد الحميد فيه!! قلت: فتذهب إليه؟ قال نعم، إنما هو كفارة. قلت: فدينار أو نصف دينار؟ قال: كيف شئت» . اهـ.