كتاب العلل لابن أبي حاتم ت الحميد (اسم الجزء: 1)

فَلَمْ يُثْبِتْهُ، وَقَالَ: طَلْحةُ هَذَا يُقال: إِنَّهُ رجلٌ مِنَ الأَنْصَارِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: هُوَ طَلْحَةُ ابن مُصَرِّف، وَلَوْ كَانَ طَلْحةَ بنَ مُصَرِّف، لم يُختَلَفْ فِيهِ (١) .
١٣٢ - وسمعتُ (٢) أَبِي فِي حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة (٣) ،
عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مريم، عن حَبِيب ابن عُبَيد، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ: أنَّ النبيَّ (ص) توضَّأَ مِنْ نَهْرٍ، وفَضَلَتْ فَضْلَةٌ، فرَدَّه في النَّهْر.
---------------
(١) روى ابن أبي حاتم في مقدمة "الجرح والتعديل" (ص٣٧) عن عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: قُلْتُ لِسُفْيَانَ بن عيينة: إن ليثًا روى عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: أَنّ النَّبِيَّ (ص) توضأ، فأنكر ذلك سفيان! وعجب منه؛ أن يكون جدُّ طلحة لقي النبي (ص) !» .
وقال أبوداود في "سننه" (١٣٢) في حديث آخر لليث، عن طلحة في الوضوء: «قال مسدَّد: فحدَّثت به يحيى - يعني القطَّان - فأنكره. وسمعت أحمد - يعني ابن حنبل - يقول: إن ابن عيينة زعموا أنه كان يُنكره، ويقول: أَيْشٍ هذا: طلحة، عن أبيه، عن جدِّه؟!» . اهـ.
(٢) نقل هذا النص ابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص١٠١-١٠٢) ، ونقل بعضه مغلطاي في "شرح ابن ماجه" (١/٣٠٦) .
(٣) هو: ابن الوليد. وروايته أخرجها الطبراني في "مسند الشاميين" (١٤٥٩) ، وابن حبان في "المجروحين" (٣/١٤٧) ، والبيهقي في"الزهد الكبير" (٨٧٩) .
قال ابن حبان في ترجمة أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ: «من خير أهل الشام، ولكنه كان رديء الحفظ، يحدِّث بالشيء ويهم فيه، لم يفحش ذلك منه حتى استحق الترك، ولا سلك سنن الثقات حتى صار يحتج به، فهو عندي ساقط الاحتجاج به إذا انفرد» .
وقال ابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص١٠١) : «هذا الحديث غير مخرَّج في "السنن"، وهو منقطع، وأبو بكر بن أبي مريم ضعَّفه غير واحد من الأئمة ... » ، ثم ذكر كلام ابن حبان، ثم قال: «وذكره ابن عدي فيمن اسمه بكير، وقال: اسم أبي بكر يقال: بكير، ويقال: اسمه عبد السلام بن حميد، ولم يذكر هذا الحديث في ترجمته، وقال فيه: هو ممَّن لا يحتج بحديثه، ولكن يكتب حديثه» . اهـ.

الصفحة 599