ضَرْبَتَينِ (١) » ؟
قَالَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هو موقوفٌ (٢) .
---------------
(١) كذا في جميع النسخ بالياء قبل النون: «ضربتين» ، والجادَّة: «في التيمُّمِ ضربتان» ، خبر مقدَّم ومبتدأ مؤخَّر، لكنَّ ما في النسخ يخرَّج على وجهين صحيحين في العربية:
الأوَّل: بالألف الممالة قبل النون من «ضَرْبتَينِ» ، على أنها مبتدأ مؤخَّر مرفوع بالألف؛ وإنما كتبت ياءً لإمالتها، بسبب كسرة النون، وتنطق بالألف الممالة لا بالياء الخالصة، والجملةُ على هذا اسمية؛ كأنه قال: «في التيمُّمِ ضربتان» . انظر في الإمالة: التعليق على المسألة رقم (٢٥) ، (١٢٤) .
والثاني: بالياء المحضة قبل النون، على أنها مثنًّى منصوبٌ على نزع الخافض، كأنَّه قال: «عن النبي (ص) في التيمُّم بضربتَيْنِ» ، حُذِفَ الخافضُ (الباء) ؛ = = فانتصب ما بعده «ضربتَيْنِ» ، على نزع الخافض، أي: على حذفِ الجارِّ. وقد تقدَّم التعليق عليه في المسألة رقم (١٢) .
(٢) روى العقيلي بسنده إلى ابن معين أنه قال: «محمد بن ثابت العبدي ليس به بأس، ينكر عليه حديث ابن عمر في التيمم لا غير» . وقد وقع في طبعتي "الضعفاء": «الحسن بن ثابت» بدل: «محمد بن ثابت» !
وقال أبو داود: «سمعت أحمد بن حنبل يقول: روى محمد بن ثابت حديثًا منكرًا في التيمم» . وقال البخاري في "التاريخ الكبير" (١/٥١) : «وخالفه أيوب وعبيد الله والناس فقالوا: عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ فعله» .
وقال ابن أبي حاتم أيضًا في "الجرح والتعديل" (٧/٢١٦ رقم١٢٠١) : «سمعتُ أبي يقول - وسألته عن محمد بن ثابت العبدي؟ فقال-: ليس هو بالمتين، يكتب حديثه، وهو أحب إليَّ من أبي أمية بن يعلى وصالح المُرِّي، روى حديثًا منكرًا» .
ونقل المزي في "التحفة" (٨٤٢٠) عن أبي داود قوله في "كتاب التفرد": «لم يتابع أحدٌ محمد بن ثابت في هذه القصة على ضربتين، عن النبي (ص) ، ورووه فعلَ ابن عمر» .
وصوَّب العقيلي في "الضعفاء" (٤/٣٩) وقفه على ابن عمر.
وقال البيهقي: «وقد أنكر بعض الحفاظ رفع هذا الحديث على محمد بن ثابت العبدي؛ فقد رواه جماعةٌ عن نافع من فعل ابن عمر» .
وقال ابن رجب في "فتح الباري" (٢/٤١) : «ورفعه منكر عند أئمة الحفاظ، وإنما هو موقوف عندهم؛ كذا قاله الإمام أحمد ويحيى بن معين وأبو زرعة وأبو حاتم وأبو داود والبخاري والعقيلي والأثرم. وتفرد برفعه محمد بن ثابت العبدي، عن نافع، والعبدي ضعيف. وذكر الأثرم عن أبي الوليد أنه سأل محمد بن ثابت هذا: من الذي يقول: النبي وابن عمر؟ فقال: لا أدري» .
وقال ابن كثير في "إرشاد الفقيه" (١/٧٢-٧٣) : «وفي إسناده محمد بن ثابت العبدي، وقد ضعفه بعض الحفاظ، ووثقه بعضهم، وقد خولف في هذا الحديث، فرواه الثقات من فعل ابن عمر، قاله البخاري وأبو زرعة وابن عدي. وقال الخطابي: هذا حديثٌ لا يصح، وقال البيهقي: رفع هذا الحديث غير منكر» .
وتعقب ابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص١١٨-١٢٤) كلام البيهقي قائلاً: «وفي تصليحه لحديث محمد بن ثابت العبدي وغيره من الأحاديث التي أنكرها الأئمة في هذا الباب - نظر من وجوه كثيرة» .
وانظر "تاريخ بغداد" (٥/٣٤٤) .
والحديث رواه عبد الرزاق في "المصنف" (٨١٨) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (١٦٧٣) من طريق أيوب، وابن المنذر في "الأوسط" (٢/٤٨-٤٩) من طريق عبيد الله بن عمر، كلاهما عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، به، موقوفًا.
ومن طريق ابن أبي شيبة رواه العقيلي في "الضعفاء" (٤/٣٩) .
ورواه عبد الرزاق (٨١٧) من طريق سالم، عن ابن عمر، به.
ومن طريق عبد الرزاق رواه ابن المنذر (٢/٤٨) .
ونقل المزي في "التحفة" (٨٤٢٠) عن أبي داود قوله في "كتاب التفرد": «وروى أيوب ومالك وعبيد الله وقيس ابن سعد ويونس الأيلي وابن أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر أنه تيمم ضربتين للوجه واليدين إلى المرفقين» .