كتاب العلل لابن أبي حاتم ت الحميد (اسم الجزء: 1)

قلت: فليس نِسْيَانُ سُهَيْلٍ دافعً (١) لِمَا حَكَى عنه ربيعةُ، وربيعةُ ثِقَةٌ، والرجلُ يُحَدِّث بالحديثِ وَيَنْسَى.
قَالَ: أجلْ هَكَذَا هُوَ، ولكنْ لَمْ نَرَ أنْ يَتْبَعَهُ متابعٌ عَلَى رِوَايَتِهِ، وَقَدْ رَوَى عَنْ سُهَيْل جماعةٌ كَثِيرَةٌ، لَيْسَ عِنْدَ أحدٍ مِنْهُمْ هَذَا الحديثُ» .
وأعجبُ منه: أن ينسى الشيخُ والتلميذُ، فيعودُ الشيخُ فيذكِّرُ التلميذَ بالحديث؛ كما حصَلَ لمعتمر بن سليمان مع شيخه منقذ:
قال عَبَّاس الدُّوري (٢) : حدَّثنا يحيى (٣) ؛ قال: حدَّثنا معتمر بن سليمان؛ قال: حدَّثني مُنْقِذٌ؛ قال: حدَّثْتَنِي أنتَ، عنِّي، عن أيوب، عن الحسن؛ قال: «وَيْحٌ كلمةُ رحمةٍ» !!.
٣) التَّوَقِّي وَالاِحْتِيَاطُ وَالاحْتِرَازُ:
عُرِفَ عن بعض الأئمَّة - رحمهم الله - شِدَّةُ التوقِّي والاحتراز في الرواية؛ فإذا ما شكَّ في شيء تَرَكَهُ، فإنْ شَكَّ في رفع الحديثِ وقَفَهُ،
---------------
(١) كذا، وهو على لغة ربيعة. وانظر تعليقنا عليها في موضعها من "العلل"، وفي المسألة رقم (٣٤) .
(٢) في "تاريخه" (٤٢٢٦) . وفي هذه الرواية اختلاف عن ابن معين، وعن معتمر بن سليمان، فانظره - إن شئت - في "تأويل مختلف الحديث" لابن قتيبة (ص٧٧) ، و"الثقات" لابن حبان (٩/١٩٧) ، و"المجالسة" للدينوري (١٤٣٤) ، و"التمهيد" لابن عبد البر (٢/١٤١) ، و"مقدمة ابن الصلاح" (ص٣١٣) ، و"فتح الباري" لابن حجر (١٠/٥٥٣) ، و"تذكرة المؤتسي" (٢٩) ، و"تدريب الراوي" (٢/٢٥٤) كلاهما للسيوطي.
(٣) هو: ابن معين.

الصفحة 75