عَنْ أَبِي رَافِعٍ (١) ، عَنْ أُمِّ سَلَمة (٢) ؛ قالَتْ: قلتُ (٣) : يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي امرأةٌ أشُدُّ ضَفْرَ رَأْسِي (٤) ، أفأَنقُضُهُ (٥) مِنَ الجَنَابَة؟ قَالَ: لا؛ إِنَّما يَكْفِيكِ ثَلَاثُ حَثَيَاتٍ (٦) ، ثُمَّ صُبِّي عَلَيْكِ المَاءَ، فَتَطْهُرِينَ (٧) ؟
---------------
(١) قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (٥/٥٣ رقم٢٤٧) : «عبد الله بن رافع، أبو رافع مولى أم سلمة، ويقال: عبد الله بن أبي رَافِعٍ، وَسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ ذلك؟ فقال: الصحيح: ابن رافع» .
(٢) في (ت) : «أم مسلمة» .
(٣) قوله: «قلت» ليس في (ف) .
(٤) قولها: «أشد ضَفْر رأسي» معناه: أنها تُحْكِمُ فَتْلَ شعرها، وتُدْخِلُ بعضه في بعض، وتعمله ضفائر، وهو من الضفر؛ وهو النسج. "مشارق الأنوار" (٢/٦١) ، و"شرح النووي على صحيح مسلم" (٤/١١) ، و"النهاية" (٣/٩٢) .
(٥) في (ش) : «فأنقضه» .
(٦) في المطبوع من "شرح العلل": «حفنات» ، وفي موضعها طمس بمخطوط الشرح (٥٩/ب) .
(٧) في (أ) و (ت) و (ش) و (ك) : «فتطهري» . والمثبت من (ف) ، والفعل فيها مرفوع، والفاء للاستئناف، والمعنى: فإذا أنت قد طَهُرْتِ، وقد جاء هذا اللفظ عند أبي داود في "سننه" (٢٥١) ، والترمذي في "جامعه" (١٠٥) ، وابن ماجه في "سننه" (٦٠٣) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (٢٤٦) : « ... فتطهرين، أو قال: فإذا أنتِ قد طَهُرْتِ» .
وأما: «فتطهري» ، فَيَحْتملُ أن يكون فِعْلَ أمر «فتطهَّري» ، ولا إشكال فيه، ويحتمل أن يكون مضارعًا «فَتَطْهُرِي» ، وفي حذف نونه تخريجان:
الأوَّل: أن الفعل مرفوع، والأصل: «فَتَطْهُرِينَ» ، وحذفت النون تخفيفًا، بلا ناصب، ولا جازم، ولا نون توكيد، ولا نون وقاية. وسيأتي التعليق على ذلك وبيان صحَّته عربيَّةً في المسألة رقم (١٠١٥) .
والثاني: أنَّ الفعل منصوب بعد فاء السببيَّة المسبوقة بأمر، كأنَّه قال: «ثم صبِّي عليك الماء لِتَطْهُرِي» . والمضارع ينصب بعد فاء السببيَّة بـ «أنْ» مضمرة وجوبًا إذا سبقت الفاء بنفي محض، أو بطلب محض كالأمر والنهي والدعاء والاستفهام والعرض والتحضيض والتمنِّي والترجِّي.
وانظر الكلام على النصب بعد فاء السببية في: "شرح شذور الذهب" (ص٣٢٢- ٣٢٣) ، و"شرح ابن عقيل" (٢/٣٢١- ٣٢٤) ، وبقية شروح الألفية.