كتاب العلل لابن أبي حاتم ت الحميد (اسم الجزء: 3)

فقلتُ: كَيْفَ رَوَى؟
فَقَالَ: استُر مَا ستَر اللَّهُ.
٦٦٨- وسألتُ (١) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شَريك (٢) ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْول (٣) ، عَنِ الشَّعْبي، عَنِ ابن عباس: أنَّ النبيَّ (ص) احتَجَمَ وَهُوَ صائِمٌ مُحرِمٌ؟
فَقَالَ: هَذَا خطأٌ؛ أَخْطَأَ فِيهِ شَريك، وَرَوَى (٤) جماعةٌ هَذَا الحديثَ، وَلَمْ يَذْكُرُوا: صائِمًا مُحرِمًا؛ إِنَّمَا قَالُوا: احتَجَمَ وَأَعْطَى الحَجَّامَ أَجرَه (٥) .
فحدَّث شَريكٌ هَذَا الحديثَ مِنْ حِفْظِه بأَخَرَةٍ، وقد كان ساءَ
---------------
(١) نقل هذا النص الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" (٢/٣٦٨) . وابن رجب في "شرح العلل" (٢/٥٩٠) وفيه تقديم وتأخير.
وتقدمت هذه المسألة برقم (٦٦٣) من طريق مجاهد، عن ابن عباس.
(٢) هو: ابن عبد الله النخعي، القاضي. وروايته أخرجها الطبراني في "المعجم الكبير" (١٢/٧٢ رقم ١٢٥٦٦) ، ودعلج في "مسنده" - كما في "إتحاف المهرة" (٧/٣١٤) - ولفظ دعلج: أن النبي (ص) احتجم وهو صائم.
(٣) هو: عاصم بن سليمان.
(٤) في (ت) و (ف) : «ورواه» .
(٥) الحديث أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (١/٣٦٥ رقم ٣٤٥٧) ، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" - كما في "إتحاف المهرة" (٧/٣١٤) - ومسلم في "صحيحه" (بعد ١٥٧٧) ، ثلاثتهم من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنِ الشَّعبي، عن ابن عباس؛ قال: حجم النبيَّ (ص) عبدٌ لبني بَياضة، وأعطاه النبي (ص) أجرَه، ولو كان حرامًا لم يُعطه.
ورواه أحمد (١/٣١٦ رقم ٢٩٠٤) عن حجاج، عن شريك، عن جَابِر الجعفي، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَن ابن عباس ... فذكره باللفظ السابق. وأخرجه أحمد في "العلل ومعرفة الرجال" (٥٤٩٦ و٥٥٠٠ و٥٥٠١) من طريق عبد الله بن أبي السفر، عن الشعبي، عن النبي (ص) مرسلاً.

الصفحة 28