كتاب العلل لابن أبي حاتم ت الحميد (اسم الجزء: 3)

الحَبَلَة (١) : رِبًا؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَهِمَ شُعْبة عِنْدِي فِي هَذَا الْحَدِيثِ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير (٢) ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) ؛ فِي بَيْعِ حَبَلِ الحَبَلَة (٣) ؛ وَهُوَ الصَّحيحُ (٤) .
١١٧٢ - وسألتُ (٥) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ قُدَامة بْنُ شِهاب المَازِني (٦) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ وَبَرَة (٧) ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قال: سُئِلَ رسولُ الله (ص) عَنْ أَطْيَبِ الكَسْبِ؟ قَالَ: عَمَلُ الرَّجُلِ بِيَدِهِ، وَكُلُّ بَيْعٍ مَبْرُورٍ؟
فَقَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ، وقُدامةُ ليس بقويٍّ.
---------------
(١) قال ابن الأثير: «حَبَل الحَبَلَة» الحَبَل بالتحريك: مصدر سُمِّي به المَحْمول، كما سُمِّي بالحَمْل، وإنما دخَلت عليه التاء للإشعار بمعنى الأنوثة فيه، فالحَبَلُ الأوَّل: يُراد به ما في بُطون النُّوق من الحَمْل، والثاني: حَبَلُ الذي في بُطون النُّوق؛ وإنما نُهِيَ عنه لمَعْنَيين: أحدُهما: أنه غَرَرٌ وبَيْعُ شيء لم يُخْلَقْ بَعْدُ، وهو أن بيعَ ما سوفَ يحمِلُهُ الجَنينُ الذي في بَطْنِ النَّاقة- على تقدير أن تكونَ أُنثى- فهو بيعُ نِتَاج النتاج.
وقيل: أراد بِحَبَل الحَبَلَة: أن يبيعَهُ إلى أجلٍ يُنْتَج فيه الحَمْل الذي في بَطن النَّاقة، فهو أجَلٌ مجهولٌ، ولا يَصحُّ. "النهاية" (١/٣٣٤) . وما ذكره أخيرًا هو المعنى الثاني للنهي عنه. وانظر "فتح الباري" (٤/٣٥٨) .
وقوله: «ربًا» مثبت من (ش) مع أنها منسوخة من (أ) ، وهو الموافق للرسم الإملائي الحديث، وفي (أ) و (ف) : «ربوا» ، وهو ضمن السقط الواقع في (ت) و (ك) ، وانظر التعليق على المسألة رقم (١١٢٧) .
(٢) روايته على هذا الوجه أخرجها الحميدي في "مسنده" (٧٠٦) ، وأحمد في "مسنده" (٢/١١ رقم٤٥٨٢) ، والنسائي في "المجتبى" (٤٦٢٣) ، وابن ماجه في "سننه" (٢١٩٧) ، والبغوي في "الجعديات" (١٢١٢) ، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" (١١٤٦١) جميعهم من طريق سفيان بن عيينة.
وأخرجه البغوي أيضًا (١٢١٢) من طريق معمر ووُهَيب، ثلاثتهم عن أيوب السَّختياني، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابن عمر، به.
وأخرجه البغوي أيضًا (١٢١٣) ، وأبو يعلى في "مسنده" (٥٦٥٣) من طريق حماد بن سلمة، والمروزي في "السنة" (٢٢٦-٢٢٧) ، وابن حبان في "صحيحه" (٤٩٤٦) ، والبيهقي في "المعرفة" (١١٤٦١) من طريق إسماعيل بن عليَّة، كلاهما عن أيوب، عن نافع وسعيد، عن ابن عمر، به.
(٣) من قوله: «ربا قال أبو زرعة ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر.
(٤) قال البخاري - كما في "العلل الكبير" للترمذي (٣١٧) -: «حديث أَيُّوبَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عن ابن عمر أصحُّ» .
(٥) نقل القزويني في "التدوين" (١/٤٤٩) حكم أبي حاتم على الحديث هكذا: «قال ابن أبي حاتم: قال أبي: الحديث منكر، وقدامة ليس بقوي» . وأشار إلى هذه المسألة الحافظ ابن حجر في "التلخيص" (٣/٥-٦) . وانظر المسألة رقم (١١٦٨) .
(٦) روايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (٢١٤٠) ، والدارقطني في "الأفراد" (٣٤٥٤/أطراف الغرائب/العلمية) والإسماعيلي في "معجم شيوخه" رقم (٢٧٤) ، والصيداوي في "معجم شيوخه" (٣٧٧) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٣٧/٣٩٧) ، والذهبي في "السير" (١٨/٣٧٦) جميعهم من طريق الحسن بن عرفة، عن قدامة، به. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ إسماعيل إلا قدامة، تفرد به الحسن بن عرفة» . وقال الدارقطني: «تفرَّد به قُدَامَةُ بْنُ شِهَابٍ الْمَازِنِيُّ، عَنْ إسماعيل بن أبي خالد، وتفرد به عنه (في الأصل: عن!!) الحسن» .
(٧) هو: ابن عبد الرحمن المُسْلي.

الصفحة 662