كتاب العلل لابن أبي حاتم ت الحميد (اسم الجزء: 3)

رسولُ الله (ص) عَنْ تَلَقِّي الجَلَبِ (١) ، فإنِ اشْتَرَاهُ مُشْتَرٍ فإنَّ صاحبَ السِّلْعَة بالخِيار - إِذَا دخلَ المِصْرَ - مَا بينَهُ وبينَ نِصْفِ النَّهَار؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: لَيْسَ فِي شيءٍ مِنَ الْحَدِيثِ: «إِذَا دخلَ المِصْرَ فإنَّ صاحبَهُ بالخِيار مَا بينَهُ وبينَ نِصْفِ النَّهار» (٢) ، وَأَبُو وَهْبٍ: هُوَ عُبَيدالله (٣) بْنُ عَمْرٍو الرَّقِّي.
١١٧٨ - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ (٤) عَمْرو بْن عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ كَثير بْنِ دِينَارٍ (٥) ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبِيدة، عن عبد الله بن عثمان ابْنِ خُثَيم، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أنَّ رسولَ الله (ص) أَتَى جَمَاعَةً مِنَ التُّجَّار فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ، إنَّ اللهَ عزَّ وجَلَّ بَاعِثُكُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ فُجَّارًا، إلَاّ مَنْ صَدَقَ وَوَصَلَ، وَأَدَّى الأَمَانَةَ؟
---------------
(١) قال الفيومي: الجَلَب بفتحتين: فَعَل بمعنى مفعول، وهو: ما تجلبُهُ من بلد إلى بلد. "المصباح المنير" (ص١٠٤، ج ل ب) .
والمرادُ بتلقِّي الجَلَب: خروج التجار لتلقِّي الركبان الآتين من خارج البلد قبل دخولهم؛ ليشتروا منهم ما جلَبوه معهم من أمتعة وبضائع. وقد نهى النبيُّ (ص) عن ذلك حتى يدخلَ الرُّكبانُ البلدَ، ويحضُروا السوقَ، ويعرفوا الأسعارَ. انظر شرح النووي لصحيح مسلم (١٠/١٦٢-١٦٣) .
(٢) من قوله: «فسمعت أبي ... » إلى هنا سقط من (أ) و (ش) ؛ لانتقال النظر.
(٣) في (ك) : «عبد الله» .
(٤) قوله: «رواه» ليس في (ف) .
(٥) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (٢/٥٤ رقم١٢٤٩٩) . ورواه الطبري في "تهذيب الآثار" (٩٦/مسند علي) من طريق عبد الله بن عبد الجبار، وابن حبان في "المجروحين" (١/٢٢٥) من طريق إسحاق ابن راهويه، كلاهما عن الحارث بن عبيدة، به. قال ابن حبان: «وهذا ليس له أصل صحيحٌ يرجع إليه» .

الصفحة 669