كتاب العلل لابن أبي حاتم ت الحميد (اسم الجزء: 3)

١١٨٠ - وسُئِلَ (١) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُفْيانُ وإسرائيلُ (٢) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (٣) ، فاختَلَفا (٤) : عن أبي إسحاق، عن عبد الله بْنِ حَلَاّم (٥) ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عن النبيِّ (ص) : إذَا رَأَى أَحَدُكُمُ امْرَأَةً فَأَعْجَبَتْهُ (٦) ؛ فَلْيَقُمْ إِلَى أَهْلِهِ؛ فإنَّ مَعَ أَهْلِهِ مِثْلَ الَّذِي مَعَهَا.
ورفَعَهُ إسرائيلُ (٧) ،
وأوقفَهُ سُفْيانُ (٨) وَلَمْ يرفَعْهُ؟
---------------
(١) ذكر المصنف هذه المسألة هنا في كتاب البيوع، وهي من مسائل النكاح، ولعلَّ المصنِّف ذكرها هنا في "البيوع"؛ إشارةً إلى الأدب الذي ينبغي على المسلم مراعاتُهُ إذا رأى النساء في الأسواق، والله أعلم. وقد أورَدَ المصنف هذه المسألة في النكاح برقم (١٢٣٨) ، لكن من حديث أنس.
(٢) هو: ابن يونس.
(٣) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
(٤) في جميع النسخ: «فاختلفا، فقال سفيان الثَّوري» ، ولم يذكر أبو حاتم للثوري إلا روايةَ الوَقْف، ورجَّحها - في جوابه - على رواية إسرائيل المرفوعة، فلعلَّ هذه الزيادة سَهْوٌ في نسخة المصنِّف أو نسخةِ مَنْ أخذ عنه، وإلا فإنَّ إثباتها يتنافى مع سياق المسألة وجوابِ أبي حاتم عليها، والله أعلم.
(٥) في (ش) : «سلام» .
(٦) قوله: «فأعجبته» سقط من (ك) .
(٧) لإسرائيل في هذا الحديث إسنادان: أحدهما: إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أبي عبد الرحمن السلمي، عن النبي (ص) مرسلاً. أخرجه الخطيب في "الفصل" (٢/٩١٥) . وقد تابعه على هذا الوجه الثوري كما سيأتي.
والثاني: الإسناد الذي حكاه المصنف هنا: إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عبد الله بن حلَاّم، عن عبد الله بن مسعود مرفوعًا. أخرجه الخطيب أيضًا (٢/٩١٥-٩١٦) .
وهذا الذي خالفه الثوري فيه؛ حيث رواه موقوفًا كما سيأتي.
(٨) أخرج روايته ابن أبي شيبة في "المصنف" (١٧١٩٥) من طريق وكيع وعبد الرحمن بن مهدي، والدارقطني في "العلل" (٥/١٩٨) - ومن طريقه الخطيب في "الفصل" (٢/٩١٨) - من طريق أبي نعيم الفضل بن دُكَين، والخطيب في "الفصل" أيضًا (٢/٩١٧-٩١٨) من طريق يحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، ومحمد بن كثير العبدي، خمستهم عن سفيان الثوري، به موقوفًا.
لكنْ خالفهم قبيصة بن عقبة ومعاوية بن هشام، فروياه عن الثوري مرفوعًا:
أما رواية قبيصة: فأخرجها الدارمي في "سننه" (٢٢٦١) ، والدارقطني في "العلل" (١٩٧-١٩٨) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (٥٠٥٣) ، والخطيب في "الفصل" (٢/٩١٦) .
وأما رواية معاوية بن هشام: فأخرجها الدارقطني في "العلل" (٥/١٩٨) ، ومن طريقه الخطيب في "الفصل" (٢/٩١٧) .
وقبيصة ومعاوية متكلم في حفظهما، وبالأخص في روايتهما عن الثوري، وقد خالفهما أوثق أصحاب الثوري - كما سبق - فوقفوه.
وللثوري في هذا الحديث إسناد آخر وافقه فيه إسرائيل - كما سبق - وهو: روايته للحديث عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عبد الرحمن السلمي، عن النبي (ص) مرسلاً. أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (١٧١٩٤) من طريق عبد الرحيم بن سليمان، والدارقطني في "العلل" (٥/١٩٨) - ومن طريقه الخطيب في "الفصل" (٢/٩١٧) - من طريق معاوية بن هشام، والخطيب في "الفصل" أيضًا (٩١٦-٩١٩) من طريق يحيى بن سعيد القطان، وأبي نعيم الفضل بن دُكَين، وقبيصة.

الصفحة 672