كتاب العلل لابن أبي حاتم ت الحميد (اسم الجزء: 3)

اسْقِ، ثُمَّ احْبِسِ المَاءَ حَتَّى يَرْجِعَ الجَدْرَ (١) ، واستَوْفَى (٢) رسولُ اللَّهِ (ص) للزُّبَير حَقَّهُ ... وَذَكَرَ الحديثَ.
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: أخطأَ ابنُ وَهْب (٣) فِي هَذَا الْحَدِيثِ؛ اللَّيْثُ لا يَقُولُ: عَنِ الزُّبَير.
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (٤) : إِنَّمَا يَقُولُ اللَّيْثُ (٥) : عَنِ الزُّهْري، عن عُرْوَة؛ أنَّ عبد الله بْنَ الزُّبَير حدَّثه: أنَّ رَجُلا من الأنصار خاصَمَ الزُّبَير ...
---------------
(١) أي: حتَّى يبلغَ الماءُ الجَدْرَ.
قال الفيومي: الجَدْرُ لغةٌ في الجِدار، وجمعُهُ: جُدْران. وقوله في الحديث: «اسق أرضَكَ حتى يبلغَ الماءُ الجَدْرَ» : قال الأزهري: المرادُ به ما رُفِعَ من أعضادِ الأرضِ يُمْسِكُ الماءَ، تشبيهًا بجِدار الحائط. وقال السُّهَيلي: والجَدْرُ: الحاجزُ يحبسُ الماءَ، وجمعه: ُجدور. "المصباح المنير" (ص ٩٣) .
وقال ابن الأثير: الجَدْرُ: هو هاهنا: المُسَنَّاة، وهو ما رُفِعَ حولَ المزرعة كالجِدار، وقيل: هو لغةٌ في الجِدَار، وقيل: هوأصل الجِدار. ويروى: الجُدُر بالضم؛ جمعُ جِدار. ويُروى بالذال. "النهاية" (١/٢٤٦) .
(٢) في (ت) و (ك) : «واستوعى» . وكذا وقع في رواية = = الطبري في "تفسيره" (٩٩١٢) : «استوعى» . قال الطبري: «والصَّواب: استوعب» . قال الشيخ محمود شاكر في تعليقه عليه: الظاهر أن قول أبي جعفر: «والصَّواب: استوعب» إنما عنى به صواب الرواية في هذا الخبر بهذا الإسناد، ولا أظن أبا جعفر ينكر «استوعى» أن تكون صحيحة، فإن «استوعى» بمعنى: استوعب الحقَّ واستوفاه؛ عربيٌّ صحيح لا شكَّ فيه. اهـ.
(٣) قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (٥/٣٥) : «وكأن ابن وَهْب حمل رواية الليث على رواية يونس، وإلا فرواية الليث ليس فيها ذكر الزبير» . اهـ.
وقد روي الحديث - كما سبق - عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ وليس فيه ذكر للزبير ولا لعبد الله بن الزبير ذ.
(٤) في (ف) : «قلت» بدل: «قال أبو محمد» .
(٥) أخرج رواية الليث على هذا الوجه البخاري في "صحيحه" (٢٣٥٩) من طريق عبد الله بن يوسف التنيسي، ومسلم في "صحيحه" (٢٣٥٧) ، وابن ماجه في "سننه" (١٥ و٢٤٨٠) من طريق محمد بن رمح، ومسلم في "صحيحه" (٢٣٥٧) ، والترمذي في "جامعه" (١٣٦٣ و٥٤١٦) ، والنسائي في "المجتبى" (٥٤١٦) من طريق قتيبة بن سعيد، وأحمد في "مسنده" (٤/٤ رقم ١٦١١٦) ، وأبو يعلى في "مسنده" (٦٨١٤) من طريق هاشم بن القاسم، وعبد بن حميد في "المنتخب" (٥١٩) ، وأبو داود في "سننه" (٣٦٣٧) ، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (٧٠٦) ، والبزار في "مسنده" (٣/١٨٤) ، وابن حبان في "صحيحه" (٢٤) من طريق أبي الوليد الطيالسي، والطَّحاوي في "شرح المشكل" (٦٣٣) ، والطبراني (٢٦٠) ، والحاكم في "المدخل إلى الصحيح" (١/١٣٠-١٣١) من طريق عبد الله بن صالح، والطَّحاوي في "شرح المشكل" (٦٣٤) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي (ص) " (٧٠) من طريق ابن المبارك، والطبراني (٢٦٠) من طريق شعيب ابن يحيى التجيبي وعبد الله بن عبد الحكم، والحاكم في "المدخل إلى الصحيح" (١/١٣٠-١٣١) ، والبيهقي (١٠/١٠٦) من طريق يحيى بن بكير، والحاكم في "المدخل إلى الصحيح" (١/١٣٠-١٣١) من طريق أحمد بن يونس، والبيهقي (٦/١٥٣) من طريق بشر بن عمر الزهراني، جميعهم عن اللَّيْثُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ: أَنَّ رَجُلا مِنَ الأَنْصَارِ خَاصَمَ الزبير ... الحديث.

الصفحة 682