كتاب العلل لابن أبي حاتم ت الحميد (اسم الجزء: 3)

فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: إِنَّمَا يَرْوُونَهُ عَنْ زَيْدِ بْنِ جَبِيرَة (١) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَنَسِ، عن النبيِّ (ص) ؛ وزيدُ بنُ جَبِيرَة: ضعيفُ الْحَدِيثِ.
١١٩٠ - وسألتُ (٢) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة (٣) ، عَنْ شُعْبَة بْنِ الحَجَّاج، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الهَمْداني (٤) ، عَنْ عبد الرحمن بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ: أنَّ داودَ النبيَّ (ص) قال لابنه سُلَيمان (ص) : اعلَمْ أنَّ المرأةَ الصَّالحةَ لِزَوْجِهَا كالمَلِكِ المُتَوَّجِ بالتَّاجِ المُخَوَّصِ (٥) بالذَّهَب، واعلَمْ (٦) أنَّ المرأةَ السُّوءَ لِزَوْجِهَا كَحامِلِ الثَّقَلِ (٧) عَلَى الشَّيْخِ الضَّعيف (٨) ؟
---------------
(١) روايته على هذا الوجه أخرجها ابن عدي "الكامل" (٣/٢٠٣) من طريق عبد الملك ابن محمد الصنعاني، عن زيد بن جَبيرة، به. قال ابن عدي: «وهذا لا يرويه عن يحيى بن سعيد غير زيد بن جَبيرة، وعن زيد غير إسماعيل بن عياش» .
وقال الشيخ الألباني في "الضعيفة" (١٤٩٨) : «ضعيف جدًّا» .
(٢) ستأتي هذه المسألة برقم (٢٥٤٤) .
(٣) هو: ابن الوليد.
(٤) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
(٥) أي: عليه صفائح الذَّهب مثل خُوص النَّخل. "النهاية" (٢/٨٧) .
(٦) في (ت) و (ك) : «فاعلم» .
(٧) الثَّقَل بفتحتين: المَتَاعُ، والجمع: أثقالٌ. انظر: "المصباح المنير" (ص ٨٣) . وقوله: «كحامل الثَّقَل» كذا جاء في جميع النسخ، والجادَّةُ أنْ يقال: كالثَّقَلِ المحمولِ على الشيخ الضعيف، أو يقال: كالشيخ الضعيف الحامل للثقل، أو كالشيخ الضعيف على ظهره الحمل الثقل؛ كما في "الدر المنثور". انظر التعليق التالي.
(٨) ذكر السيوطي هذا الحديث في "الدر المنثور" (٧/١٧٤) مطوَّلاً، وعزاه إلى الإمام أحمد، ولفظه: «قال داود _ج لسليمان: كُن لِلْيَتِيمِ كَالأَبِ الرَّحيم، وَاعْلَمْ أنك كما تزرعُ تحصُدُ، وَاعْلَمْ أَنَّ خُطبة [الأَحْمَقِ فِي نادي] القوم كالمُغنِّي عند رأس الميت، واعلم أن المرأة الصَّالحة لأهلها كالمَلِك المتوَّج بِالتَّاجِ المُخَوَّص بِالذَّهَبِ، واعلم أن المرأة السُّوء لأهلها كالشيخ الضعيف على ظهره الحمل الثقيل، وما أقبحَ الفقرَ بَعْدَ الْغِنَى، وأقبحُ مِنْ ذَلِكَ الضَّلالة بَعْدَ الْهُدَى، وإن وعدتَّ صاحبك فأنجز ما وعدتَّه؛ فإنك إنْ لا تفعلْ تُورِثْ بينك وبينه عداوة، ونعوذُ بالله من صاحبٍ إذا ذَكَرْتَ لم يُعِنك، وإذا نسيتَ لم يذكِّرك» .
ولم نقف على هذا الحديث في "المسند"، ولا في مظانه من الزهد، وما بين المعقوفين سقط استدركناه من الموضع الآتي من "شعب الإيمان" للبيهقي، وتصحف أيضًا قوله: «خطبة» إلى «خطيئة» ، وقوله: «كالمغني» إلى «كالمسيء» .

الصفحة 687