كتاب العلل لابن أبي حاتم ت الحميد (اسم الجزء: 3)

وذكَرَ الحديثَ؟
قَالَ أَبِي: هُوَ وَهَمٌ (١) ؛
إِنَّمَا هُوَ: الزُّهْري (٢) ، عَنِ ابْنِ أَبِي سُوَيد (٣) ؛ قَالَ: بلغَنا أنَّ النبيَّ (ص) .
وَرَوَاهُ عُقَيْلٌ (٤) ، عَنِ الزُّهْري؛ قَالَ: بلغَنَا عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي
---------------
(١) قال الإمام أحمد في رواية ابنه صالح (١٢٦٦) : «معمر أخطأ بالبصرة في هذا الإسناد، ورجع باليمن جعله منقطعًا» .
وقال الترمذي في "جامعه" (١١٢٨) : «سمعت محمد ابن إسماعيل [أي: البخاري] يقول: هذا حديث غير محفوظ، والصَّحيح ما روى شعيب بن أبي حمزة وغيره عن الزهري قال: حُدِّثت عن محمد بن سويد الثقفي: أن غيلان بن سلمة أسلم وعنده عشرُ نِسوَة. قال محمد: وإنما حديث الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ أن رجلاً من ثَقيف طلَّق نساءه. فقال له عمر لتراجعنَّ نساءك، أو لأرجمنَّ قبرك، كما رُجِم قبرُ أبي رِغال» .
وروى البيهقي في "السنن الكبرى" (٧/١٨٢) بإسناده إلى الإمام مسلم أنه قال: «أهل اليمن أعرف بحديث معمر من غيرهم؛ فإنه حدث بهذا الحديث عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أبيه بالبصرة، وقد تفرَّد بروايته عنه البصريون؛ فإن حدث به ثقة من غير أهل البصرة صار الحديث حديثًا؛ وإلا فالإرسال أولى» .
وقال البزار - كما في "التلخيص الحبير" (٣/٣٤٧) -: «جوَّده معمر بالبصرة وأفسده باليمن فأرسله» .
وقال ابن عدي في "الكامل" (١/١٧٩) : «وهذا الحديث إنما يرويه معمر، عن الزهري، وهو مما أخطأ فيه معمر بالبصرة ... » ، وقال ابن عبد البر في "الاستيعاب" (٢٠٥٩) : «ولم يُتابَع معمر على هذا الإسناد» ، وقال في "الاستذكار" (١٨/١٤٢) : «ورواه معمر بالعراق، حدث به من حفظه، فوصل إسناده وأخطأ فيه» ، وبنحوه في "التمهيد" (١٢/٥٤) .
(٢) روايته أخرجها البخاري في"التاريخ الأوسط" (١/٤٤٢) ، و"التاريخ الكبير" (٦/٢٤٨- ٢٤٩) ، والدارقطني في "السنن" (٣/٢٧٠) من طريق ابن وَهْب، والبيهقي في "السنن الكبرى" (٧ /١٨٢) من طريق عثمان بن عمر، كلاهما عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عثمان بن محمد بن أبي سويد به. وعند البيهقي: «محمد بن أبي سويد» .
(٣) هو: عثمان بن محمد بن أبي سويد.
(٤) هو: ابن خالد. وروايته أخرجها البخاري في"التاريخ الأوسط" (١/٤٤٢) ، و"التاريخ الكبير" (٦/٢٤٨) ، والطحاوي في "شرح المعاني" (٣/٢٥٣) ، والبيهقي في "السنن" (٧/١٨٢) . ورواه والدارقطني في "السنن" (٣/٢٧٠) من طريق الليث، عن يونس، عن الزهري، بلغنا عن عثمان بن محمد بْنِ أَبِي سُوَيْدٍ: أَنَّ النَّبِيَّ (ص) به.
قال الطحاوي: «فبيَّن عقيل في هذا عن الزهري مَخْرَج هذا الحديث، وأنه إنما أخذه عما بلغه، عن عثمان بن محمد، عن النبي (ص) ، فاستحال أن يكون الزهري عنده في هذا شيء، عن سالم، عن أبيه، فيدع الحجة به، ويحتج بما بلغه عن عثمان بن محمد بن أبي سويد، عن النبي (ص) . ولكن إنما أُتى معمر في هذا الحديث؛ لأنه كان عنده عن الزهري في قصة غيلان حديثان، هذا أحدهما، والآخر: عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ غيلان بن سلمة طلَّق نساءَه، وقسَمَ مالَه، فبلغ ذلك عمر، فأمره أن يرتجعَ نساءَه ومالَه وقال: لو متَّ على ذلك لرجمتُ قبرك، كما رُجم قبرُ أبي رِغال في الجاهليَّة. فأخطأ معمر، فجعل إسناد هذا الحديث الذي فيه كلام عمر، للحديث الذي فيه كلام رسول الله (ص) ، ففسد هذا الحديث من جهة الإسناد» .

الصفحة 709