رجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، عَنْ رجُلٍ من أصحاب النبيِّ (ص) ، عن النبيِّ (ص) (١) ؛ وَهَذَا الصَّحيحُ.
وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ مرَّة أُخرى عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ؟
فَقَالَ (٢) أَبِي: هَذَا أشبَهُ بالصَّواب، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.
وَقَالَ أبو زرعة: هذا أصَحُّ (٣) .
---------------
(١) قوله: «عن النبي (ص) » سقط من (أ) و (ش) .
(٢) في (ت) و (ك) : «قال» .
(٣) قال الترمذي في الموضع السابق: «حديث أبي سعيد حديث غير محفوظ» . وقال ابن خزيمة في الموضع السابق: «وهذا الإسناد غلط، ليس فيه عطاء بن يسار ولا أبو سعيد، وعبد الرحمن بن زيد ليس هو ممن يحتج أهل التثبيت بحديثه؛ لسوء حفظه للأسانيد، وهو رجل صناعته العبادة والتقشف والموعظة والزهد، ليس من أحلاس الحديث الذي يحفظ الأسانيد» . وقال: «وروى هذا الخبر سفيان بن سعيد الثوري، وهو ممن لا يدانيه في الحفظ في زمانه كثير أحد عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ صاحب له، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ = = رَسُولِ الله (ص) ، عن النبي (ص) ... فلو كان هذا الخبر عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ أبي سعيد الخدري؛ لباح الثوري بذكرهما، ولم يسكت عن اسميهما، يقول: عن صاحب له، عن رجل، وإنما يقال في الأخبار: عن صاحب له، وعن رجل؛ إذا كان غير مشهور» .
وقال: «سمعت محمد بن يحيى يقول: هذا الخبر غير محفوظ عن أبي سعيد، ولا عن عطاء بن يسار، والمحفوظ عندنا: حديث سفيان ومعمر» . وقال البيهقي في الموضع السابق: «كذا رواه عبد الرحمن بن زيد وليس بالقوي، والصحيح رواية سفيان الثَّوري وغيره، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ رجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، عَنْ رجُلٍ من أصحاب النبيِّ (ص) ، عن النبيِّ (ص) » .
وذكر الدارقطني في "العلل" (٢٢٧٨) الاختلاف في هذا الحديث وقال: «والصحيح: ما قاله الثوري» . وقال ابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" (٢/٣٢٨) : «وقد تكلم في هذا الحديث أيضًا الإمام أحمد بن حنبل ومحمد بن يحيى الذهلي وابن خزيمة» ، ثم قال: «والصحيح رواية سفيان الثوري» . وقال ابن حجر في "النكت الظراف" (٣/٤١٣) : «وهذا أصح طرقه؛ لأن الثوري أحفظ الجميع» .