كتاب العلل لابن أبي حاتم ت الحميد (اسم الجزء: 5)

وَأُمِّي يَا رسولَ اللَّهِ، قَالَ: احْفَظِ اللهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ أَمَامَكَ ... ، وَذَكَرَ الحديثَ؟
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: عُمَرُ مَوْلَى غُفْرَةَ (١) بِنْتِ رَبَاح (٢) ، وَلَيْسَ لشَيْبَة مَعْنَى؛ قَدْ وُصِّلَ (٣) .
١٨٤٥ - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الفِرْيابي (٤) ،
عَنْ الأَوْزاعي، عَنْ عَبْدَةَ بنِ أَبِي لُبَابة، عَنِ ابْنَ عُمَرَ؛ قَالَ: أخذ النبيُّ (ص) بِبَعْضِ جَسَدي فَقَالَ: اعْبُدِ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، وكُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ، أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ؟
---------------
(١) في (ك) : «عُقْبَة» .
(٢) روايته أخرجها أبو بكر الفريابي في "القدر" (١٥٥) ، وابن عمشليق في "جزئه" (١) ، والبيهقي في "الشعب" (١٠٠٠٠/زغلول) من طريق عيسى بن يونس، وابن بشران في "أماليه" (١٨٨) من طريق عاصم بن رجاء، كلاهما عن عمر بن عبد الله مولى غفرة، عن ابن عباس.
(٣) المعنى: أن هذا الوهم جعل الحديث موصولاً وهو ليس كذلك؛ فعمر مولى غفرة لم يسمع من أحد من أصحاب النبي (ص) كما قال يحيى بن معين في رواية عباس الدوري (١٠١٦) ، فذكر هذه الواسطة (شيبة بنت رباح) بينه وبين ابن عباس يوهم أن الحديث متصل.
هذا،؛ وقد قال العقيلي في الموضع السابق: «حدثنا محمد بن زكريا قال: إسحاق بن راهويه قال: قال: حدثني ابن يونس - يعني عيسى - قلتُ لعمر مولى غفرة: سمعتَ من ابن عباس؟ قال: أدركتُ زمانه. وهذا المتن يُروى عن ابن عباس، وغيره، عن النبي (ص) بأسانيد لينة» .
وانظر "جامع العلوم والحكم" لابن رجب (ص ٣٤٤-٣٤٥) .
(٤) هو: محمد بن يوسف. وروايته أخرجها الآجري في "الغرباء" (٢١) ، وأبو نعيم في "الحلية" (٦/١١٥) .
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (٢/١٣٢ رقم ٦١٥٦) ، وأبو نعيم أيضًا (٦/١١٥) من طريق أبي المغيرة عبد القدوس بن حجاج، عن الأوزاعي، به.

الصفحة 110