كتاب العلل لابن أبي حاتم ت الحميد (اسم الجزء: 5)

قَالَ أَبِي: لا أعلَمُ رَوَى هَذَا الحديثَ عَنِ الأَوْزاعي غَيْر (١) الفِرْيابي، ولا أدري ما هو، وعَبْدَةُ رأى ابنَ عُمَرَ رؤية (٢) .
١٨٤٦ - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ المُسَيَّب بْنُ واضِح (٣) ، عَنْ بَقِيَّة (٤) ، عن سَعِيد ابن بَشِير، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُوَرِّق (٥) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: لِكُلِّ عَبْدٍ رِزْقُهُ مِنَ الدُّنْيَا هُوَ يَأْتِيهِ لَا مَحَالَةَ؛ فَمَنْ رَضِيَهُ، بُورِكَ لَهُ فِيهِ، ووَسِعَهُ، ومَنْ لَمْ يَرْضَ بِهِ (٦) ، لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ، ولَمْ يَسَعْهُ؟
قَالَ أَبِي (٧) : هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ جِدًّا، كأنه موضوعٌ، لا نَعْرِفُ (٨) لِمُوَرِّق، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ حديثًا مُسْنَدً (٩) .
---------------
(١) قوله: «غير» يجوز فيه النصب والرفع، وقد تقدم تخريج ذلك في التعليق على المسألة رقم (٣٠٨/أ) وانظر التعليق على المسألة (٦٨) .
(٢) قال ابن رجب في "جامع العلوم الحكم" (ص ٧٠٩) : «وعبدة بن أبي لبابة أدرك ابن عمر، واختُلف في سماعه منه» .
والحديث أخرجه الإمام أحمد في "مسنده" (٢/٢٤ و٤١ رقم ٤٧٦٤ و٥٠٠٢) ، والبخاري في "صحيحه" (٦٤١٦) من طريق مجاهد، عن ابن عمر.
(٣) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (٢٧٤٧) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ المصفَّى، عَنْ بَقِيَّةَ، به. وأخرجه الدارقطني في "الأفراد" (١٦٩/ب/أطراف الغرائب) من طريق بقية، به. قال الدارقطني: «تفرَّد به بَقِيَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ، عن قتادة، عنه» .
(٤) هو: ابن الوليد.
(٥) هو: ابن مُشَمْرج.
(٦) قوله: «به» ليس في (ف) .
(٧) قوله: «أبي» سقط من (ك) .
(٨) في (ك) : «لا يعرف» .
(٩) كذا في جميع النسخ: «حديثًا مُسْنَدً» - بلا ضبط - انتصب قوله: «حديثًا» وأُثبِتَتْ فيه ألف تنوين النصب على لغة جمهور العرب، وانتصب قوله: «مسندً» وحذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وهذا جمع بين لغتين في كلام واحد، وهو جائزٌ في العربية. انظر "الخصائص" لابن جنِّي (١/٣٧٠-٣٧٤) ، وراجع تعليقنا على المسألة رقم (٣٤) و (٢٤١) .

الصفحة 111