كتاب العلل لابن أبي حاتم ت الحميد (اسم الجزء: 5)

أَنَّهُ قَالَ: إِيَّاكُمْ والغِيبَةَ؛ فَإِنَّ الغِيبَةَ أَشَدُّ مِنَ الزِّنَى، وإِنَّ الرَّجُلَ قَدْ يَزْنِي فَيَتُوبُ اللهُ عَلَيْهِ، وإِنَّ صَاحِبَ الغِيبَةِ لَا يُغْفَرُ لَهُ حَتَّى يَغْفِرَ لَهُ صَاحِبُهُ.
فقلتُ لأَبِي: هَذَا الحديثُ مُنكَرٌ؟
قَالَ: كما يكونُ، أسأل اللَّه العافية! يجيء عبَّادُ بنُ كَثِيرٍ البصريُّ (١) بمثل هَذَا (٢) .
١٨٥٥ - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَلِيُّ ابن بَحْرِ بْنِ بَرِّي، عَنْ قَتَادَةَ بن الفُضَيل بن عبد الله الحَرَشي (٣) الرُّهاوي (٤) ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدان، عَنْ مُعاذ بْن جبل، عَنِ النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: مُؤْمِنٌ قَوِيٌّ أَحَبُّ إِلَى اللهِ عَزَّ وجَلَّ مِنْ مُؤْمِنٍ ضَعِيفٍ، وكُلٌّ يُحِبُّهُ اللهُ، وكُلٌّ إِلَى خَيْرٍ، فاصْبِرْ نَفْسَكَ؛ فَإِنْ غَلَبَكَ شَيْءٌ فَقُلْ: قَدَرُ اللهِ ومَا شَاءَ صَنَعَ، وإِيَّاكَ واللَّوَّ (٥) ؛
فَإِنَّ اللَّوَّ مِنْ عَمَلِ الشَّيطَان ِ؟
---------------
(١) في (ك) : «البصير» .
(٢) وقال في المسألة رقم (٢٤٧٤) : «لَيْسَ لَهِذَا الْحَدِيثِ أصلٌ، وَعَبَّادٌ ضعيفُ الحديث» . وذكر الذهبيُّ في "ميزان الاعتدال" (١/٤٤٧) في ترجمة حامد بن آدم المروزي: أن أبا داود السنجي قال: قلتُ لابن معين: عندنا شيخ يقال له: حامد بن آدم، روى عن يزيد، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نْضَرَةَ، عن أبي سعيد وجابر رفعاه: «الغيبة أشدُّ من الزنى» ؟ فقال: كذَّاب لعنه الله.
(٣) في (ت) : «الجُرشي» .
(٤) في (ك) : «الهادي» .
(٥) قال الجوهري في "الصحاح" (٦/٢٥٥٥) : «وإن جعلت «لو» اسمًا، شدَّدتَّهُ، فقلت: "قد أكثرتَ من اللَّوِّ"؛ لأن حروف المعاني الناقصة إذا صُيِّرت أسماءً تامة - بإدخال الألف واللام عليها، أو بإعرابها - شُدِّد ما هو منها على حرفين؛ لأنه يُزاد في آخره حرف من جنسه فيُدغم ويصرف ... قال أبو زيد [من الخفيف] :
لَيْتَ شِعْرِي وَأَيْنَ مِنِّيَ لَيْتٌ
إِنَّ لَيْتًا وَإِنَّ لَوًّا عَنَاءُ
وقد ورد هذا اللفظ: «اللَّوّ» معرَّفًا من حديث أبي هريرة عند أحمد في "المسند" (٢/٣٦٦ رقم٨٨٢٩) ، والنسائي في "السنن الكبرى" (١٠٤٥٧ و١٠٤٥٨ و١٠٤٥٩) ، وابن ماجه في "سننه" (٤١٦٨) ، وغيرهم. والحديث عند مسلم من حديث أبي هريرة رقم (٢٦٦٤) بلفظ: «فإنَّ «لَوْ» تَفْتَحُ عمل الشيطان» ، وذكر الحافظ في "الفتح" (١٣/٢٢٥) عن القاضي عياض أنه وقع معرفًا عند بعض رواة مسلم. وانظر "النهاية" (٤/٢٨٠) ، و"همع الهوامع" (١/٢٨-٢٩) ، و"خزانة الأدب" (٧/٣١٩-٣٢٠) .

الصفحة 122