ابن مسعود (١) ، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: مَا بَالُ أَقْوَامٍ يُشَرِّفُونَ المُتْرَفِينَ، ويَسْتَخِفُّونَ بِالْعابِدِينَ، ويَعْمَلُونَ بِالْقُرْآنِ مَا وَافَقَ أَهْوَاءَهُمْ، وَمَا خَالَفَ أَهْوَاءَهُمْ تَرَكُوهُ، فَعِنْدَ ذَلِكَ يُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الكِتَابِ ويَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ، يَسْعَوْنَ (٢) فِيمَا لَا يُدْرَكُ (٣) بِغَيْرِ سَعْيٍ: مِنَ القَدَرِ المَقْدُور (٤) ، والأَجَلِ المَكْتُوب، والرِّزْقِ المَقْسُوم، ولَا يَسْعَوْنَ فِيمَا لَا يُدْرَكُ إِلَاّ بِالسَّعْيِ: مِنَ الجَزَاءِ المَوْفُور، والسَّعْيِ المَشْكُور، وتِجَارَةٍ لَا تَبُور (٥) ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ كَذبٌ موضوعٌ، وعُمَرُ (٦) بْن يزيدَ كَانَ يَكْذِبُ (٧) ، ضرَبَ عَمْرو بْن عليٍّ (٨) عليه في كتابي (٩) .
---------------
(١) في (ت) و (ك) : «أبي مسعود» .
(٢) قوله: «يسعون» سقط من (ك) .
(٣) كذا في جميع النسخ، وفي مصادر التخريج: «يسعَون فيما يُدْرَكُ بغير سَعْي» ، وهو الجادَّة. وما هنا يخرج على زيادة «لا» ؛ لتحقيق الفعل الداخلة عليه وتأكيده، وقد خرِّجت على ذلك آيات كثيرة في كتاب الله عز وجل، منها: قوله تعالى: [الأعرَاف: ١٢] {مَا مَنَعَكَ أَلَاّ تَسْجُدَ} ، أي: ما منعَكَ أن تسجد، ويوضِّحه الآية الأخرى: [ص: ٧٥] {مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ} ، ومنها قوله تعالى: [طه: ٩٢] {مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا} ، أي: أن تتبعني، وغيرهما. وانظر "مغني اللبيب" (ص٢٤٩-٢٥٠) ، و"مشكل إعراب القرآن" (١/٢٨٤) ، و"الدر المصون" (٥/٢٦١-٢٦٣) ، و (٨/١٩٨) ، و (١٠/٢٥٨) .
(٤) في (ك) : «والقدر المقدوم» .
(٥) في مصادر التخريج: «والتجارة التي لا تبور» .
(٦) في (ك) : «وعمرو» .
(٧) في (ك) : «يكون» .
(٨) هو: الفَلَاّس.
(٩) قال العقيلي في الموضع السابق: «لَيْسَ هَذَا الحديثُ مِنْ حَدِيثِ شعبة أصل، وهذا الكلامُ عندي - والله أعلم - يشبه كلامَ عبد الله بن المسور الهاشمي المدائني، وكان يضعُ الحديث، وقد روى عمرو بن مرَّة عنه، فلعل هذا الشيخَ حمله على رجل عَنْ عَمْرِو بْنِ مرة، عَنْ عبد الله بن المسور، فأحاله على شعبة» .
وقال ابن عدي في الموضع السابق: «وهذا لا يُعرف إلا بعمر بن يزيد هذا، عن شعبة، وهو بهذا الإسناد باطلٌ» .
وقال أبونعيم في الموضع السابق: «غريب من حديث عمرو وشعبة، تفرَّد به عنه عمر بن يزيد الرفَّاء» . وانظر (٧/٢٠٥) منه. وقال الذهبي في "الميزان" (٣/٢٣١) : «موضوع» .