كتاب العلل لابن أبي حاتم ت الحميد (اسم الجزء: 5)

عَنْ أَبِيهِ بَقِيَّة بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ بَكْرِ بْنِ حَذْلَم الأَسَدي، عَنْ وَهْب بْنِ أبانَ القُرشي، عن عبد الله بْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: خرجْتُ سَفَرًا فَإِذَا بقومٍ وُقُوفٌ، فَقَالَ: مَا شأنُ هَؤُلاءِ وُقُوفٌ (١) ؟ قَالُوا: حبَسَهَمُ الأسَدُ، فنزَلَ فَمَشَى إِلَيْهِ، حَتَّى أَخَذَ بأُذُنه، ثُمَّ قَفَدَهُ (٢) ؛
قَالَ: أظنُّه، ثم قَادَهُ حَتَّى نحَّاه عَنِ الطَّرِيقِ، ثُمّ قَالَ: مَا كذَبَ عَلَيْكَ رسولُ الله (ص) ، سمعتُ رسولَ الله (ص) يَقُولُ: مَا (٣) سُلِّطَ عَلَى ابْنِ آدَمَ إِلَاّ مَنْ خَافَهُ، ولَوْ أَنَّ ابْنَ (٤) آدَمَ لَمْ يَخَفْ إِلَاّ اللهَ مَا سَلَّطَ اللهُ عَلَيْهِ (٥) غَيْرَهُ، ولَا وُكِلَ (٦) ابْنُ آدَمَ إِلَاّ إِلَى مَنْ رَجَا ابْنُ آدَمَ (٧) ، ولَوْ أَنَّ ابْنَ آدَمَ لَمْ يَرْجُو (٨) إِلَاّ اللهَ مَا وَكَلَهُ إِلَى غَيْرِهِ؟
---------------
(١) كذا، وهو حالٌ منصوبٌ، حذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (٣٤) .
(٢) في (أ) و (ش) : «فقده» .
والقَفْدُ: صَفْعُ الرأس بِبُسْطِ الكفِّ من قِبَل القَفا. انظر "النهاية" (٤/٨٩) .
(٣) في (ك) : «ما من» .
(٤) في (أ) و (ت) و (ش) : «لابن» .
(٥) المثبت من (ت) و (ك) وفي بقية النسخ: «ما سلط عليه» .
(٦) في (ك) : «كل» .
(٧) أي: إلا إلى مَنْ رَجَاهُ ابنُ آدم، وحذف العائد إلى الاسم الموصول «مَنْ» ، وهو ضمير النصب في «رجاه» ؛ وهذا جائزٌ في العربية. انظر التعليق على المسألة رقم (١٠١٥) .
(٨) رُسِمت في جميع النسخ: «لم يَرْجُوا» بإثبات واو الفعل وبعدها ألف، وسياقُ الكلام للمفرد لا للجمع؛ فالقياس: «لم يَرْجُ» بحذف لام الفعل من أجل الجازم؛ لكنَّ ما في النسخ صحيحٌ في العربية على وجهين، سبق بيانهما في التعليق على المسألة رقم (٢٢٨) .
وأما إثبات الألف بعد واو الفعل: فهي زائدة على طريقة المتقدِّمين من الكَتَبَة. وانظر بيان ذلك في التعليق على المسألة رقم (١٠٢٥) .

الصفحة 130