مَنْ أهلُ الْجَنَّةِ؟ مَنْ أهلُ النَّارِ؟ قَالَ: مَنْ لَمْ يَمُتْ حَتَّى يَمْلأَ (١) مَسَامِعَهُ مِمَّا يُحِبُّ (٢) ؟
فَقَالا: هَذَا عِنْدَنَا خَطَأٌ؛ رَوَاهُ حمَّاد بْنِ سَلَمة (٣) ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيق (٤) ، عَنِ النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (*) ؛ وَهُوَ الصَّحيح.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: فَمِنْهُمْ مَنْ يُحدِّث (٥) عَنْ سُلَيمان، عَنْ ثابتٍ، عَنِ النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (*) ، والوَهَمُ مِنْ أَبِي الظَّفَر.
---------------
(١) قوله: «يملأ» سقط من (ف) .
(٢) كذا أورده مختصرًا، ومتنه في "الزهد" لابن المبارك (٢١٤) : «عن ثابت قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، من أهل الجنة؟ قال: «من لا يموت حتى يملأ سمعه مما يحب» ، قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَهْلُ النَّارِ؟ قَالَ: «مَنْ لا يموت حتى يملأ سمعه مما يكره» . وستأتي الإشارة إلى تخريج هذه الرواية.
(٣) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (٢/٩٣) ، و"الأوسط" (١/٢٩٧) من طريق موسى بن إسماعيل التبوذكي، والبغوي في "الجعديات" (٣٣٥٤) من طريق علي بن الجعد، كلاهما عن حماد، به. ورواية البخاري للحديث في "التاريخ الكبير" جاءت هكذا: «وقال لنا سليمان: حدثنا حماد» ، وأظنه تصحف اسم موسى - المذكور في "الأوسط" - إلى «سليمان» ، ويستأنس في هذا بكلام البيهقي في "الزهد" الذي سبق نقله. وإذا كان ما جاء في "التاريخ الكبير" سالمًا من التصحيف، فتكون هذه طريقًا ثالثة عن حماد، ويكون سليمان المذكور هو ابن حرب، والله أعلم.
(٤) هو: بكر بن عمرو - وقيل: ابن قيس - النَّاجي.
(*) ... كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر تعليقنا على المسألة رقم (٣٤) .
(٥) رواه هكذا عبد الله بن المبارك في "الزهد" (٢١٤/رواية نعيم بن حماد) ، فقال: أنا سليمان بن المغيرة ... ، فذكره.