كتاب العلل لابن أبي حاتم ت الحميد (اسم الجزء: 5)

شُريح (١) ، عن النبيِّ (ص) .
قِيلَ لأَبِي: قَالَ أحمدُ بْنُ حَنْبَلٍ: جَمِيعًا صَحِيحَين (٢) .
قَالَ: يَحْتملُ أن يكونَ (٣) جميعًا صَحِيحَين (٤) .
---------------
(١) في (ف) : «ابن شريح» بدل «أبي شريح» ، وهو: الخزاعي، واسمه: خويلد بن عمرو، وهو المشهور، وقيل غير ذلك.
(٢) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «صحيحان» ، ويخرَّج ما في النسخ على وجهين، تقدم ذكرهما في التعليق على المسألة رقم (٢٥) .
(٣) كذا في جميع النسخ، والجادَّة «أن يكونا» بألف المثنى، لكنَّ ما في النسخ صحيحٌ أيضًا، وقد ذكرنا توجيهه في تعليقنا على مثل هذه العبارة في المسألة رقم (٦٧٩) .
(٤) قال البخاري في الموضع السابق - بعد أن أخرج الحديث من طريق عاصم بن علي عن ابن أبي ذئب -: «تابعه شبابة وأسد بن موسى. وقال حميد بن الأسود، وعثمان بن عمر، وأبو بكر بن عياش، وشعيب بْنِ إِسْحَاقَ: عَنِ ابْنِ أَبِي ذئب، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ» .
قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (١٠/٤٤٣) - موضحًا كلام البخاري -: «يعني: اختلف أصحابُ ابن أبي ذئب عليه في صحابي هذا الحديث، فالثلاثة الأُوَل [كذا] قالوا فيه: عن أبي شريح، والأربعة قالوا: عن أبي هريرة. وقد نقل أبو معين الرازي عن أحمد أن مَنْ سمع من ابن أبي ذئب بالمدينة فإنه يقول: عن أبي هريرة، ومن سمع منه ببغداد فإنه يقول: عن أبي شُريح» . ثم ذكر الحافظ من قال: «عن أبي شُريح» ، ومن قال: «عن أبي هريرة» ، ثم قال: «وإذا تقرَّر ذلك، فالأكثرُ قالوا فيه: عن أبي هريرة، فكان ينبغي ترجيحهم؛ ويؤيِّده: أن الراوي إذا حدَّث في بلده كان أتقن لما يحدِّث به في حال سفره، ولكن عارَض ذلك أن سعيدًا المقبري مشهورٌ بالرواية عن أبي هريرة، فمن قال: " عنه، عن أبي هريرة" سلك الجادة، فكانت مع من قال: "عنه، عن أبي شُريح" زيادةُ علم ليست عند الآخرين. وأيضًا فقد وُجِدَ معنى الحديث من رواية اللَّيْثُ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أبي شُريح كما سيأتي بعد باب، فكانت فيه تقويةٌ لمن [رواه] عن ابن أبي ذئب فقال فيه: "عن أبي شُريح "، ومع ذلك فصنيعُ البخاري يقتضي تصحيحَ الوجهين وإن كانت الرواية [عن] أبي شريح أصح» .
وقال الدارقطني في "العلل" (١١٩٣) : «يرويه جماعة من العراقيين عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ المقبري، عن أبي شريح. ورواه جماعة ممن سمعه من ابن أبي ذئب بالمدينة عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وحديث أبي هريرة أشبه بالصواب» . وقال في السؤال (١٤٨٠) : «وهو عن أبي هريرة، محفوظ» .

الصفحة 598