٢٢٠٨ - وسألتُ (١) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ زيدُ بنُ يَحْيَى بْنِ عُبيد (٢) ، عن عبد الله بْنِ الْعَلاءِ بْنِ زَبْر؛ قَالَ: حدَّثنا القاسمُ مَوْلَى يَزِيدَ؛ قَالَ: حدَّثنا أَبُو أُمامَة: أنَّ النبيَّ (ص) خَرَجَ عَلَى شُيوخٍ مِنَ الأَنْصَارِ بِيضٍ لِحاهُم، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ، حَمِّرُوا وصَفِّرُوا (٣) ؛ وخَالِفُوا أَهْلَ الكِتَابِ، قُلنا (٤) : يَا رسولَ اللَّهِ، إنَّ (*) أهلَ الْكِتَابِ يَتَخَفَّفُونَ وَلا يَنْتَعِلُونَ (٥) ، فقال النبيُّ (ص) : فَتَخَفَّفُوا وانْتَعِلُوا (٦) ؛ وَخَالِفُوا أَهْلَ الكِتَابِ، قُلنا (٧) : يَا رسولَ اللَّهِ، إنَّ (*) أَهْلَ الْكِتَابِ يقصُّون عَثانِينَهُم ويُوفِّرون سِبالَهُم (٨) ؟
فَقَالَ النبيُّ (ص) :
---------------
(١) انظر المسألة رقم (١٤٥٥) .
(٢) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (٥/٢٦٤ رقم ٢٢٢٨٣) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (٨/٢٣٦ رقم٧٩٢٤) ، والبيهقي في "الشعب" (٥٩٨٧) .
(٣) في (ك) : «وصفوا» .
(٤) في (ك) : «فقلنا» .
(*) ... قوله: «إن» سقط من (أ) و (ش) .
(٥) أي: يَلبَسون الخِفافَ، ولا يَلبَسون النِّعال؛ تَخَفَّفَ الرجلُ الخُفَّ: لَبِسَهُ. ونَعِلَ وتنعَّل وانتعَل: لَبِسَ النعلَ. "تاج العروس" (١٢/١٨٠) ، و (١٥/٧٤٢) .
(٦) في (أ) و (ت) و (ف) : «أو انتعلوا» .
(٧) في (ك) : «فقلنا» .
(٨) العثانين: جمعُ عُثْنون، ولم يُختَلَف أنه يخصُّ من الإنسان شعرَ اللحية، لكن قيل: هو ما نبتَ على الذَّقَن وتحته سُفلاً. وقيل: هو كلُّ ما فَضَلَ من اللحية بعد العارِضَين من باطنهما. وقيل: العُثْنون: اللحيةُ كلُّها. وقيل: طَرَفُها. وعُثْنون البعير: شُعَيرات عند مَذْبَحه. "النهاية" (١٨٣) .
أما السِّبال، فإنه جمع «سَبَلة» بفتحتين، وقد ذُكر فيها أقوال كثيرة: فقيل: السَّبَلَة: الدائرةُ التي في وسط الشَّفَة العُلْيا. وقيل: ما على الشَّارب من الشَّعر. وقيل: طَرَفُه. وقيل: ما على الشَّفَة العُلْيا من الشَّعر يجمعُ الشاربَين وما بينهما. وقيل: ما على الذَّقَن إلى طَرَف اللحية خاصَّة. وقيل: هي اللحيةُ كلُّها. وقيل: الشارب. وقيل: هي مقدَّم اللحية وما أَسبل منها على الصَّدْر. وقيل: ما ظهَر من مقدَّم اللحية بعد العارضَين، والعُثْنون: ما بطن، كما تقدم. وقد يُجمَع بين السَّبَلة والعُثْنون فيقال لهما: عُثْنون وسَبَلة. وذكر الخطابيُّ أن السَّبَلة بمعنى «الشارب» إنَّما هو عند العامَّة؛ في مَعْرِض حديثه عما جاء من أنه (ص) كان «وافر السَّبَلة» وفسَّرها على أنه مقدَّم اللحية. وحيثُ ورد المعنيان = = للسَّبَلة، فما يُحمل عليه اللفظ هنا هو ما يتصل بمعنى الشارب وشعر الشَّفَة العُلْيا؛ لما ورد عنه (ص) من الأمر بقصٍّ الشارب. وانظر "العين" (٢/١١٠) ، و (٧/٢٦٣) ، و"تهذيب اللغة" (٢/٣٣٠) ، و (١٢/٤٣٧) ، و"خلق الإنسان" لثابت (ص١٥٨ و١٩٩) ، و"غريب الحديث" للحربي (٢/٧٣٢) ، و"غريب الحديث" للخطابي (١/٢١٤-٢١٥) ، و"النهاية" (٢/٣٣٩) ، و (٣/١٨٣) ، و"الفتح" (١٠/٣٤٩-٣٥٠) ، و"لسان العرب" (١١/٣٢١-٣٢٢) ، و (١٣/٢٧٦) ، و"تاج العروس" (١٤/٣٢٧) .