٢٢١٥ - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد الله بْنُ نُمَير (١) ، عَنْ حَجَّاج بْنِ دينارٍ، عَنْ شُعيب بْنِ خَالِدٍ، عَنِ الحُسين (٢) بْنِ عليٍّ؛ قَالَ: قال رسولُ الله (ص) : إِنَّ مِنْ حُسْنِ (٣) إِسْلَامِ المَرْءِ تَرْكَهُ مَا لَا يَعْنِيهِ؟
قَالَ أَبِي: إن (٤) كَانَ شعيبُ بنُ خالدٍ: الرازيَّ، فبينهما الزُّهريُّ (٥) ،
ولا أدري هو أو لا!
---------------
(١) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (١/٢٠١ رقم ١٧٣٢) .
والحديث أخرجه الإمام أحمد أيضًا في الموضع نفسه، والأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (٤٩) ، كلاهما من طريق يعلى بن عبيد، عن حجاج بن دينار، به.
وذكره البخاري في "تاريخه" (٤/٢٢٠) تعليقًا عن الحجاج بن دينار.
وأخرجه هناد بن السري في "الزهد" (١١١٨) فقال: حدثنا عبدة، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ شعيب بن خالد، عن حسين بن علي - أو علي بن حسين - ... ، فذكره هكذا على الشك.
(٢) في (أ) و (ش) : «الحسن» .
(٣) في (ك) : «أحسن» .
(٤) قوله: «إن» سقط من (ك) .
(٥) وإذا كان بينهما الزهري، فرواية الزهري لهذا الحديث معروفة، فهو يرويه عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ النبيِّ (ص) ، مرسلاً؛ كذا رواه ثقات أصحاب الزهري، ومنهم: الإمام مالك، وروايته في "الموطأ" برواية يحيى الليثي (٢/٩٠٣) ، وبرواية أبي مصعب (١٨٨٣) ، وبرواية محمد بن الحسن (٩٤٩) ، وبرواية سويد بن سعيد (٦٥٠) .
ومنهم: معمر، وروايته في "جامعه" (٢٠٦١٧/المصنف) .
ومنهم: زياد بن سعد، وروايته أخرجها ابن أبي عمر العدني في "الإيمان" (٤٥) ، وابن أبي عاصم في "الزهد" (١٠٣) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (٩/١٩٧-١٩٨) .
ومنهم: يونس بن يزيد، وروايته أخرجها القضاعي في "مسند الشهاب" (١٩٣) .
وقد اختلف على الإمام مالك، وعلى الزهري:
أما الإمام مالك: فجميع الرواة عنه رووه على الوجه المتقدم، وهو الصواب. وخالفهم خالد بن عبد الرحمن الخراساني؛ فرواه عن الإمام مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بن الحسين، عن أبيه، مرفوعًا؛ أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (٢/٩) ، والدولابي في "الذرية الطاهرة" (١٥٢) ، وابن عدي في "الكامل" (٣/٣٧) .
قال ابن عدي: «وهذا قال فيه خالد الخراساني: = = عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ علي بن الحسين، عن أبيه، وهو فِي "الْمُوَطَّإِ" عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ علي بن حسين، عن النبيِّ (ص) ، ليس فيه "عن أبيه "» . اهـ.
وأما الزهري: فسائر الرواة عنه رووه على الوجه المتقدم، وهو الصواب. وخالفهم عبد الله بن عمر العمري؛ فرواه عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الحسين، عن أبيه، عن النبيِّ (ص) ؛ أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (١/٢٠١ رقم ١٧٣٧) ، والعقيلي في "الضعفاء" (٢/٩) ، وتمام في "فوائده" (١٠٩٦ و١٠٩٧/الروض البسام) ، جميعهم من طريق موسى بن داود، عن عبد الله العمري، به.
وذكر العقيلي في "الضعفاء" (٢/٩) ، والدارقطني في "العلل" (٣/١٠٨) أن أبا همام الدلال محمد بن محبب، رواه عن العمري، به، فقال: «عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النبيِّ (ص) » .
قال الدارقطني: «وغيره يرويه عن العمري، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الحسين، مرسلاً» .
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (٨٤٠٢) ، وتمام في الموضع السابق (١٠٩٨) من طريق قزعة بن سويد، عن عبيد الله بن عمر العمري، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الحسين، عن أبيه، عن النبيِّ (ص) .
قال الدارقطني في "العلل" (٣١٠) : «وغيره يرويه عن عبيد الله، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الحسين، مرسلاً» . ثم ذكر الدارقطني الاختلاف عن مالك، فقال: «واختلف عن مالك: فرواه خالد بن عبد الرحمن الخراساني عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ علي بن الحسين، عن أبيه، وخالفه أصحاب مالك فرووه عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الحسين، مرسلاً. وكذلك رواه أَصْحَابِ الزُّهْرِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ علي بن الحسين، مرسلاً ... ، والصحيح قول من أرسله عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ النبيِّ (ص) » . اهـ. وقال البخاري في "التاريخ الكبير" (٤/٢٢٠) : «ولا يصح إلا عن علي ابن حسين، عن النبيِّ (ص) » . اهـ.
وقال ابن رجب في "جامع العلوم" (ص٢٠٧) : «وممن قال: إنه لا يصح إلا عن علي بن حسين مرسلاً: الإمام أحمد، ويحيى بن معين، والبخاري، والدارقطني، وقد خلط الضعفاء في إسناده على الزهري تخليطًا فاحشًا، والصحيح فيه المرسل» . اهـ.