النبيُّ (ص) : أَمَا إنَّ يَجِئُنِي (١) الرَّجُلُ فَأُعْطِيَهُ ومَا هِيَ إِلَاّ نَارٌ.
ورواهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاش (٢) ، عَنِ الأعمَش، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (٣) ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ؛ قَالَ: قَالَ عُمر: يَا رسولَ اللَّهِ ... .
قلتُ لأَبِي: أيُّهما أصحُّ؟
قَالَ: لا يعلمُ هَذَا إِلا اللَّهُ عزَّ وجلَّ؛ جَمِيعًا (٤) ثقتَين (٥) ؛ وَأَبُو بكر أوثقُ (٦) وأحفظُ (٧) !
---------------
(١) في (ك) : «ان يجيئني» ، وفي (ف) تشبه أن تكون: «ان يجئن» ، فإن لم يكن ما في النسخ تصحيفًا فيمكن أن يخرج على أنَّ أصله: «أمَا إنَّه يَجيئُني» ، وحذف ضمير الشأن، واجتزئ بكسرة الجيم عن الياء. انظر التعليق على المسألة رقم (٨٥٤) و (٦٧٩) . وفي مصادر التخريج: «إن أحدكم (أو: أحدهم) يسألني ... » . وفي آخره: قَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فلم تعطيهم؟ قال: «إنهم يأبَوْن إلا أن يسألوني، ويأبى الله ليَ البُخل» .
(٢) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (٣/٤ و١٦ رقم ١١٠٠٤ و١١١٢٣) ، والبزار في "مسنده" (٢٢٤) ، وابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" (٣٩٨) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (٥٩٣٦) ، وابن حبان في "صحيحه" (٣٤١٢ و٣٤١٤) ، والدارقطني في "الغرائب والأفراد" (ق ٢٩/ب/أطرافه) ، والحاكم في "المستدرك" (١/٤٦) ، والبيهقي في "الشعب" (٨٧٠٨) .
(٣) هو: ذكوان السمان.
(٤) قوله: «جميعًا» سقط من (ت) و (ك) .
(٥) في (ك) : «نفسي» بدل: «ثقتين» . وقوله: «جميعًا ثقتين» يخرَّج على وجهين، وقد تقدم التعليق على مثله في المسألة رقم (٢٥) و (٧٥٩) .
(٦) في (ت) و (ك) : «أوثق منه» .
(٧) اختُلِفَ على الأعمش أيضًا اختلافًا آخر: فأخرج الحديثَ الإمامُ أحمد في "المسند" (٣/١٦ رقم ١١١٢٤) ، وأبو يعلى (١٣٢٧) ، والبزار (٩٢٤/كشف الأستار) ، وابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" (٣٩٩) ، والبيهقي في "الشعب" (٨٧٠٧) ، جميعهم من طريق جرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ الله، سمعت فلانًا يقول خيرًا ... ، الحديث. وذكر الدارقطني في "العلل" (١١/٣٤٣) أنه رواه زياد البكائي عن الأعمش مثل رواية جرير بن عبد الحميد. ورواه أبو كريب محمد ابن العلاء، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرِ، عَنْ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أبي هريرة: أن عمر ... ، الحديث. وأخرجه الدارقطني في "الغرائب والأفراد" (ق ٣٠/ب/أطرافه) ، وذكره في "العلل" (١٤١ و٢٣٢٦) .
وكان البيهقي روى الحديث في الموضع السابق من طريق علي بن المديني عن جرير، ثم نقل عن ابن المديني أنه قال: «رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ أَبُو بَكْرِ بن عياش- فيما حدثوا عنه - عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن أبي سعيد، وحديث جرير عندي هو الحديث» . ثم روى عنه برقم (٨٧٠٩) أنه قال: «وإنما أنكره من حديث أبي صالح» . وذكر الدارقطني في "العلل" برقم (١٤١) الاختلاف على الأعمش في هذا الحديث، ثم قال: «والله أعلم بالصواب» ، وذكره أيضًا برقم (٢٣٢٦) ، ثم قال: «وليس فيها شيء أقطع على صحته؛ لأن الأعمش اضطرب فيه، وكل من رواه عنه ثقة إلا حبان، وحديث أبي كريب لم يجئ به إلا أحمد بن هارون الجسري، وليس بالقوي، بغدادي» .