كتاب العلل لابن أبي حاتم ت الحميد (اسم الجزء: 5)

عبد الجبار بْنِ عُمر، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكدَِر، عَنْ جَابِرٍ؛ قَالَ: كَانَ رسولُ الله (ص) إِذَا مَشَى لا يَلْتَفِتُ.
وَزَادَ شُعيبٌ: وربَّما تعلَّق رِدَاؤُهُ بالشَّجَرةِ أَوِ الشَّيءِ فَلا يَلتَفِتُ حَتَّى يَرْفَعُونَهُ (١) عَلَيْهِ؛ لأَنَّهُمْ كَانُوا يَمْزَحون ويَضحكون، وَكَانُوا قَدْ أَمِنوا التفاتَهُ.
قَالَ أبي: هذا حديثٌ مُنكَر، وعبد الجبار ضعيفٌ؛ هُوَ الأَيْلِي، وطَلْقٌ وشُعيبٌ شَيْخَينِ (٢) ، ليسا بمعروفَيْنِ.
---------------
(١) كذا في جميع النسخ: «يرفعونه» ، والجادَّة: «حتى يَرْفَعُوهُ» ؛ لأنَّ الفعلَ منصوبٌ بعد «حتى» الجارَّة بإضمار «أن» ، وعلامةُ نَصْبِهِ: حذفُ النون. لكنَّه جاء هنا بثبوت النون على لغة من يهمل «أن» حملاً على «ما» أختها، كما في قول البراء ح: «قاموا قيامًا حتى يرونه قد سجد» "صحيح البخاري" (٧٤٧) . وانظر "شواهد التوضيح" (ص٢٣٤-٢٣٧) ، و"مغني اللبيب" (ص ١٣٥) . وانظر المسألة (٨٨ و٥٩٤) .
(٢) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «شيخان» ؛ لأنَّه خبر المبتدأ، لكنَّ ما في النسخ صحيحٌ أيضًا، وفيه وجهان: الأول: منصوبٌ على أنه حالٌ سدَّ مسدَّ الخبر، والتقدير: وطَلْقٌ وشُعيبٌ كانا أو استقرَّا شَيخَينِ. وانظر تعليقنا على المسألة رقم (٨٢٧) ، والذي سوَّغ ترك الجادَّة: الازدواج مع قوله: «بمعروفين» .
والثاني: أنَّه مرفوعٌ على الخبرية، والأصل: «شيخان» ، لكن كتبت الألف ياءً لإمالتها، بسبب كسرة النون بعدها، ولسبقها بياء، ولا تُقرأ إلا ألفًا ممالة هكذا: «شَيخَينِ» . وانظر تعليقنا على المسألة رقم (٢٥) .

الصفحة 655