المُبارك (١) ، عَنْ يَحْيَى بْن أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ حَيَّة بْنِ حَابِسٍ (٢) ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ سَمِعَ النبيَّ (ص) يَقُولُ: لَا شَيْءَ فِي الهَامِ، والْعَيْنُ حَقٌّ، وأَصْدَقُ الطَّيْرِ الفَأْلُ (٣) .
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (٤) : وَرَوَاهُ شَيبان (٥) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنِ ابْنِ حَيَّة، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) ؟
فَقَالا: رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ حَرب بن شَدَّاد (٦) ،
عَنْ يَحْيَى، عَنْ
---------------
(١) أخرج روايته الإمام أحمد في "المسند" (٤/٦٧ رقم ١٦٦٢٧) ، و (٥/٧٠ و٣٧٩ رقم ٢٠٦٧٩ و٢٣٢١٦) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (٩١٤) ، والبخاري تعليقًا في "التاريخ الكبير" (٣/١٠٨) ، والترمذي في "جامعه" (٢٠٦١) ، وفي "العلل الكبير" (٤٨٦) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (١١٧٩) ، والطبراني في "الكبير" (٤/٣١ رقم ٣٥٦٢) .
(٢) في (ك) : «حانس» .
(٣) في (ف) : «وأصدق الفأل الطير» ، وفي (ك) : «الغال» بدل: «الفأل» .
(٤) قوله: «قال أبو محمد» ليس في (ت) و (ك) .
(٥) في (ش) : «سفيان» . وهو شيبان بن عبد الرحمن النحوي. وروايته لم نقف عليها بهذا السياق، ولكن أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (٣/١٠٨) تعليقًا عن سعد ابن حفص، حدثنا شيبان، عن يحيى؛ أن ابن حيّة حدثه عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) . ثم قال البخاري: «وتابعه عبيد الله عن شيبان» ؛ كذا أخرج البخاري رواية شيبان، بزيادة «عن أبيه» . وكذا أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (٥/٧٠ رقم ٢٠٦٨١) من طريق حسن بن موسى وحسين بن محمد، كلاهما عن شيبان، به، بزيادة «عن أبيه» ، إلا أنه قال: «عن حية» بدل: «ابن حية» .
(٦) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (٤/٣١ رقم ٣٥٦١) من طريق عبد الله بن رجاء، عنه. ومن طريق الطبراني أخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (٢٢٨٨) .
وعلقها البخاري في "التاريخ الكبير" (٣/١٠٨) عن عبد الله بن رجاء.
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (٥/٧٠ رقم ٢٠٦٨٠) فقال: حدثنا عبد الصمد، حدثنا حرب ... ، فذكره كسابقه. وعبد الصمد هو ابن عبد الوارث، = = ورواية الإمام أحمد عنه موافقة لرواية عبد الله بن رجاء عن حرب.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (٣/١٠٧) تعليقًا عن عبد الله بن محمد، وابن خزيمة في "التوكل" - كما في "إتحاف المهرة" (٤٠٠٤) - من طريق عبدة بن عبد الصمد الخزاعي، والبغوي في "معجم الصحابة" (٥٤٢) من طريق هارون بن عبد الله، جميعهم عن عبد الصمد، به، كرواية الإمام أحمد، إلا أن «حرب» تصحف في "إتحاف المهرة" إلى «حارث» .
وخالف هؤلاء جميعًا الحسن بن علي الحلواني؛ فرواه عن عبد الصمد بن عبد الوارث، عن حَرْبُ بْنُ شَدَّادٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ حَيَّةَ بن حابس التميمي؛ قال: سمعت رسول الله (ص) ... ، ولم يذكر أباه.
ورواه أحمد بن إبراهيم الدورقي عن عبد الصمد، لكن اختُلِف في روايته: فأخرجه أبو يعلى في "مسنده" (١٥٨٢) ، وفي "المفاريد" (٩١) ، فقال: حدثنا أحمد ابن إبراهيم الدورقي؛ قال: حدثنا عبد الصمد؛ حدثنا حرب؛ حدثني يحيى؛ قال: حدثني حبة [كذا بالباء الموحدة!] ابن حابس التميمي؛ أن أباه أخبره أنه سمع رسول الله (ص) يقول ... ، فذكره هكذا قريبًا من رواية الإمام أحمد ومن وافقه. وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" (٢/٧٩) من طريق أبي يعلى، ولم يذكر «أن أباه أخبره» ، فوافقت روايته رواية الحسن بن علي الحلواني.
والظاهر أن هناك اختلافًا في نسخ أبي يعلى؛ فإن ابن حجر في "الإصابة" (٢/١٤٤) ذكر الاختلاف في هذا الحديث فقال: «ومن الاختلاف فيه: ما أخرجه ابن أبي عاصم وأبو يعلى من وجه آخر، عَنْ يَحْيَى بْنِ [أَبِي] كَثِيرٍ؛ حدثني حية بن حابس؛ قال: سمعت رسول الله (ص) ... ، الحديث، فسقط منه "عن أبيه"» . اهـ.
ويمكن أن يكون ابن حجر اعتمد على رواية ابن الأثير وفيها هذا السقط، ويكون الصواب ما في "المسند" و"المفاريد"، والله أعلم.