كتاب العلل لابن أبي حاتم ت الحميد (اسم الجزء: 5)

٢٢٤٥ - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه عبدُالوارث (١) ، عَنْ أيُّوب (٢) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنَ عُمَرَ؛ قَالَ: لا تَكْتَنُوا بـ «أَبي عِيسَى» ؛ فَإنَّ عِيسَى لا أَبَ لَهُ.
قُلْتُ: وَرَوَى هَذَا الحديثَ هشامٌ الدَّسْتوائي (٣) ، عَنْ أيُّوب؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ، مُرسَلً (٤) ؟
فَقَالا: هِشَامٌ أَحفظُ، ومُرسَلً (٥) أصحُّ (٦) .
٢٢٤٦ - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة (٧) ،
عن
---------------
(١) هو: ابن سعيد.
(٢) هو: ابن أبي تميمة السختياني.
(٣) هو: هشام بن أبي عبد الله.
(٤) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (٣٤) .
(٥) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وتقدير الكلام: «وهو أصحُّ مرسلاً» .
(٦) لم نقف على من أخرج هذا الأثر من الطريقين المتقدمين، لكن رواه عبد الرزاق في "جامع معمر" الملحق بـ"المصنف" (١٩٨٥٦) عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: أَنّ ابنًا لعمر تكنَّى أبا عيسى، فنهاه عمر. ثم أخرجه بعده (١٩٨٥٧) عن معمر أيضًا؛ قال: أخبرني أيوب، عن نافع مثله، وزاد: فقال عمر: إن عيسى لا أب له.
والطريق المشهور لقول عمر هذا هو طريق زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عن عمر، فانظره في "سنن أبي داود" (٤٩٦٣) ، و"أخبار المدينة" لابن شبة (١٢٧٤) ، و"المعرفة والتاريخ" ليعقوب بن سفيان (١/٢٤٥) ، و"تاريخ دمشق" (٨/٣٤٨-٣٤٩) ، و (٣٨/٥٨-٥٩) ، و (٦٠/٢٠) ، وانظر "العلل" للدارقطني (١٦٩) .
(٧) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (٣٥١٨) من طريق إسحاق بن إدريس، عنه، به، بلفظ: «لعن المؤمن كقتله» ، ثم قال: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى إلا عن عمران، وعن ثابت بن الضحاك، فذكرنا حديث عمران لحسن إسناده، ولأن عمران أجل جلالة، ولا نعلم روى هذا الحديث إلا حماد بن سلمة» .
ثم أخرجه البزار أيضًا (٣٥١٩) من الطريق نفسه بلفظ: «إذا قال الرجل لأخيه: "يا كافر" فهو كقتله» ، ثم قال: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى إلا عن عمران بن حصين بهذا اللفظ، وعن ثابت بن الضحاك، فذكرنا حديث عمران لجلالته، ولا نعلم روى حديث عمران فقال: "عن عمران"، إلا حماد بن سلمة، ولا نعلم روى هذين الحديثين على ما ذكرنا من إسنادهما عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ، عَنْ عِمْرَانَ إلا إسحاق بن إدريس عن حماد بن سلمة، وإسحاق لم يكن به بأس إلا أنه حدث بأحاديث لم يتابع عليها» .
ثم أخرجه أيضًا (٣٥٢٠) من الطريق نفسه بلفظ: «من قتل نفسه بشيء في الدنيا عُذِّب به في الآخرة» ، ثم قال: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن أحد بهذا اللفظ بإسناد أحسن من هذا الإسناد عن عمران بن حصين، ولا نعلم له طريقًا عن عمران بن حصين إلا هذا الطريق، وقد قال بعض من رواه: عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عن ثابت بن الضحاك» .
وأخرجه ابن جميع في "معجم الشيوخ" (ص ٦١) من طريق محمد بن مصعب، عن حماد بن سلمة، به بلفظ: «لعن المؤمن كقتله» .
وأخرجه إسماعيل بن إسحاق القاضي في "جزء من أحاديث الإمام أيوب السختياني" (٩) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (١٨/١٨٩ رقم٤٥١) ، كلاهما من طريق حجاج بن منهال، عن حماد بن سلمة، به، بلفظ: أن رسول الله (ص) كان في سفر، فلعنت امرأة ناقة لها، فقال النبيُّ (ص) : «ألقوا عنها جهازها؛ فإنها ملعونة» . قال: فألقي عنها جهازها، كأني أنظر إليها؛ ناقة ورقاء.

الصفحة 668