كتاب العلل لابن أبي حاتم ت الحميد (اسم الجزء: 5)

السُّلَمي (١) ؛
قال: حدَّثنا سالمُ ابنُ عبد الأعلى أَبُو الفَيْض، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر، عن النبيِّ (ص) ؛ أَنَّهُ كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يذكُرَ الحاجةَ، ربَطَ فِي يَدِهِ خَيطًا؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ؛ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَعْلى هَذَا هو المعروف بـ «زُنْبُور» ، وكان جَهْمِيًّا (٢) .
قُلْتُ: فَمَا حالُ سَالِمٍ ٍ؟
قَالَ: ضعيفُ الحديثِ، وَهَذَا مِنْ سالم ٍ (٣) .
---------------
(١) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (٣/٣٤٢) ، لكنه أدخل عمر بن صبح بينه وبين سالم، ونسب سالمًا هكذا: «سالم بن غيلان» ، وهي تسمية أخرى لسالم بن عبد الأعلى.
وأخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" - كما في "بغية الباحث" (٤٧) ، و"المطالب العالية" (٣٠٤٤) - من طريق عنبسة بن عبد الرحمن، عن سالم بن العلاء، عن نافع، به هكذا بتسمية الراوي عن نافع «سالم بن العلاء» .
ومن طريق الحارث أخرجه الخطيب في "تاريخه" (١١/٨٥) .
وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" (٢/١٥٢) من طريق الوليد بن القاسم الهَمْداني، وابن حبان في "المجروحين" (١/٣٤٣) ، وابن شاهين في "ناسخ الحديث ومنسوخه" (٥٨٢) من طريق سعيد بن محمد الوراق، وابن عدي في "الكامل" (٣/٣٤٢) ، وابن شاهين في الموضع السابق (٥٨١) من طريق سعيد بن زكريا القرشي، وابن عدي أيضًا من طريق عثمان بن عبد الرحمن الحراني وزيد بن أبي الزرقاء، وابن شاهين أيضًا (٥٨٣) من طريق الحسن بن بشر، جميعهم عن سالم بن عبد الأعلى، به، غير أن سعيد بن محمد الوراق قال: «سالم أبو الفيض» ، وهي كنية سالم بن عبد الأعلى.
(٢) انظر ترجمته في "تهذيب الكمال" (٧/٤٥) .
(٣) روى عباس الدوري في "تاريخه" (٢٧٧٨) عن يحيى ابن معين أنه قال: «سالم هو أبو الفيض، روى عنه ابن إدريس، ليس حديثه بشيء، هو الذي يروي عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أن النبي (ص) كان إذا أشفق من الْحَاجَةَ رَبَطَ فِي يِدِهِ خَيْطًا» .
وقال الترمذي في "العلل الكبير" (٧٠٩) : «ذكر سالم ابن عبد الأعلى، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أن النبيَّ (ص) = = كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَذْكُرُ الشيء أوثق بخاتمه خيطًا، سألت محمدًا عن هذا الحديث؟ فقال: سالم بن عبد الأعلى منكر الحديث» .
وذكر العقيلي هذا الحديث - كما سبق - في ترجمة سالم بن عبد الأعلى، ثم قال: «لا يتابع عليه، ولا يعرف إلا به» .
وقال ابن عدي: «ولسالم غير ما ذكرت من الحديث قليل، وهو معروف بحديث: أن النبيَّ (ص) ربط في إصبعه خيطًا، وقد حدَّث عنه من ذكرتهم، وأنكر عليه ابن معين وغيره هذا الحديث» .
وقال ابن شاهين في الموضع السابق: «وهذه الأحاديث المختلفة المعاني أسانيدها جميعًا منكرة، ولا أعلم أنه يصح منها رواية، والله أعلم بذلك» ؛ يعني طرق هذا الحديث، وحديثًا آخر يعارضه، وهو حديث أنس بن مالك مرفوعًا: «من حرَّك خاتمه، أو عمامته، أو علق خيطًا في إصبعه ليذكِّره حاجته؛ فقد أشرك بالله عزَّ وجلَّ؛ إن الله تعالى هو يذكِّر الحاجات» .

الصفحة 671