كتاب العلل لابن أبي حاتم ت الحميد (اسم الجزء: 5)

١٨٣١ - وسمعتُ (١) أبي وحدَّثنا عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم (٢) ؛ قَالَ: حدَّثنا طَلْقُ بنُ السَّمْح اللَّخْمي؛ قَالَ: حدَّثنا يَحْيَى بنُ أيُّوب، عَنْ حُمَيد الطَّوِيلِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: دخلَ عَلَيْهِ قَوْمٌ يَعُودُونَهُ فِي مرضٍ لَهُ، فَقَالَ: يَا جاريةُ، هَلُمِّي لأصحابنا ولو كِسَرً (٣) ؛
فإني سمعتُ رسول الله (ص) يَقُولُ: إِنَّ مَكَارِمَ الأَخْلَاقِ مِنْ أَعْمَالِ أَهْلِ الجَنَّةِ.
---------------
(١) نقل هذا النص بتصرف ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (٢/٢٤٦) . ووقع في المطبوع منه: «طلق بن السمح، عن يحيى بن السمح، عن يحيى بن أيوب ... » ، وهو خطأ. وقال في "اللسان" (٧/٢٥٢) : «وقال - أي: أبو حاتم - في "العلل": إنه مجهول. وأورد له خبرًا باطلاً» .
(٢) في (ش) : «الحكم» بدل: «عبد الحكم» . وروايته أخرجها ابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" (١٢) ، والطبراني في "الأوسط" (٦٥٠١) .
وأخرجه ابن الأعرابي في "معجمه" (٦٤٩) ، وتمام في "فوائده" (١٠٨٠/الروض البسام) ، والسِّلَفي في "الطيوريات" (١٢٩٧) من طريق الربيع بن سليمان، عن طلق، به. وأخرجه ابن حبان في "المجروحين" (١/٣٣٥) من طريق سليمان بن بشار الخراساني، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ حميد، به.
قال ابن حبان عن سليمان بن بشار: «يروي عن الثقات ما لم يحدِّثوا به، ويضع على الأثبات ما لا يُحصى كثرةً ... لا يحلُّ الاحتجاجُ به بحال» .
(٣) كذا في جميع النسخ، وفي مصادر التخريج: «ولو كِسَرًا» . وفي الموضع السابق من "الأوسط" للطبراني: «ولو بُسْرًا» ، وما في النسخ صحيح وفيه وجهان:
الأول: النصب على أنَّه خبر لـ «كان» المحذوفة هي واسمها بعد «لو» ، ونحوه قوله (ص) : «التمس ولو خاتمًا من حديد» ، والتقدير: ولو كان ما تلتمسُهُ خاتمًا من حديد، وهنا يقدَّر: ولو كان ما تقدِّمينه كِسَرًا. لكن حذفت ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر في هذه اللغة المسألة رقم (٣٤) ، وانظر في حذف «كان» واسمها بعد «إن» و «لَوْ» : المسألة رقم (١٧٨٦) ؛ ويشهد لهذا الوجه ما جاء في مصادر التخريج.
والثاني: الرفع على أنَّه فاعل لفعل محذوف، والتقدير: ولو يكون عندنا كِسَرٌ، أو: ولو حَضَرت كِسَرٌ، وذكَرَ نحوه النووي في "شرح مسلم" (٩/٢١٣) في توجيه قوله (ص) : «انظُر ولو خاتَمٌ من حديد» بلا ألف بعد الميم.
وقد أجاز سيبويه الرفع بعد «لو» في قوله: «ألا طعامَ ولو تَمرٌ» على تقدير: ولو يكون عندنا تمرٌ، ولو سقط إلينا تمرٌ، لكن إذا قُدِّر فعل الكينونة، ففيه حذفُ «كان» وخبرها، مع بقاء الاسم مرفوعًا، وهو ضعيفٌ كما ذكر ابن هشام في "أوضح المسالك" (١/٢٣٦-٢٣٧) .

الصفحة 95