كتاب العلل لابن أبي حاتم ت الحميد (اسم الجزء: 5)
قَالَ مُجَالد (١) : قَالَ أَبُو الوَدَّاك (٢) : قَالَ أَبُو سَعِيدٍ الخُدْري: قَالَ (٣) عُمَرُ بْنُ الخطَّاب: قَالَ رسولُُ الله (ص) : قَالَ أَخِي مُوسَى: يَا رَبِّ، أَرِنِي الَّذِي (٤) كُنْتَ أَرَيْتَنِي فِي السَّفِينَةِ. فَأَوْحَى اللهُ تَبَارَكَ وتَعَالَى (٥) : يَا مُوسَى، إِنَّكَ سَتَرَاهُ. فَلَمْ يَلْبَثْ إِلَاّ يَسِيرًا حَتَّى أَتَاهُ الخَضِرُ، وهُوَ فَتًى طَيِّبُ الرِّيحِ، حَسَنُ بَيَاضِ الثِّيَابِ، مُشَمِّرُهَا، قَال: سَلَامٌ عَلَيْكَ ورَحْمَةُ اللهِ يَا مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ، إنَّ رَبَّكَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلامَ ورَحْمَةَ اللهِ، فَقَالَ مُوسَى: هُوَ السَّلَامُ، ومِنْهُ السَّلَامُ، وَإلَيْهِ السَّلَامُ، والحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ الَّذِي لَا أُحْصِي (٦) نِعَمَهُ، ولَا أَقْدِرُ عَلَى أَدَاءِ شُكْرِهِ إِلَاّ بِمَعُونَتِهِ، فَقَالَ مُوسَى _ج: أُرِيدُ أَنْ تُوصِيَنِي بِوَصِيَّةٍ يَنْفَعُنِي اللهُ بِهَا بَعْدَكَ، فَقَالَ الخَضِرُ: يَا طَالِبَ العِلْمِ، إِنَّ القَائِلَ أَقَلُّ مَلَالَةً مِنَ (٧) المُسْتَمِعِ، فَلَا تُمِلَّ جُلَسَاءَكَ إِذَا حَدَّثْتَهُمْ، وَاعْلَمْ أَنَّ قَلْبَكَ وِعَاءٌ فَانْظُرْ مَاذَا تَحْشُو بِهِ وِعَاءَكَ، وَاعْزُ ِفْ عَنِ الدُّنْيَا فَانْبِذْهَا وَرَاءَكَ؛ فَإِنَّهَا لَيْسَتْ لَكَ بِدارٍ، ولَا لَكَ فِيهَا مَحَلُّ قَرَارٍ، وَإِنَّمَا جُعِلَتْ بُلْغَةً لِلْعِبَادِ (٨) ، لِيَتَزَوَّدُوا مِنْهَا (٩) لِلْمَعَادِ ... ، وذكر الحديثَ؟
---------------
(١) هو: ابن سعيد.
(٢) هو: جبر بن نَوْف.
(٣) قوله: «قال» مطموس في (ك) .
(٤) في (ك) : «الذين» .
(٥) في (ك) : «وتعالى إليه» .
(٦) قبلها في (ف) كلمة لم تتضح تشبه: «يحصي» ، وكأنه ضُرب عليها.
(٧) قوله: «من» ليس في (ف) .
(٨) في (ك) : «العباد» .
(٩) في (ك) : «فيها» .
الصفحة 99