كتاب العلل لابن أبي حاتم ت الحميد (اسم الجزء: 6)

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) (١) ؛ بنحوه؟
قال (٢) أَبِي: أحدُ هَذَيْنِ باطلٌ.
٢٣٥٦ - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُبَيد ابن هشام الحَلَبي (٣) ، عن عبد الله بْنِ المُبارك، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ محمَّد بْنِ المُنكَدِر، عَنْ جَابِرٍ؛ قَالَ: قَالَ النبيُّ (ص) لِرَجُلٍ وَهُوَ يُمازحُه: يَا فُلَانُ، ضَرَبَ اللهُ عُنُقَكَ، فَقَالَ لَهُ الرجُل: يَا رسولَ اللَّهِ، فِي سَبِيلِهِ.
قَالَ ابْنُ المُبَارك: هِيَ كَانَتْ (٤) أولَ نيَّة رَسُولِ اللَّهِ (ص) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَر؛ أُرَى (٥) دخَلَ له (٦) حديثٌ فِي حديث (٧) .
---------------
(١) قوله: «عن النبيِّ (ص) » سقط من (ف) .
(٢) في (أ) و (ش) : «وقال» .
(٣) روايته أخرجها ابن عبد البر في "التمهيد" (٣/٢٥٣) .
والحديث رَوَاهُ مَالِكٌ فِي "الْمُوَطَّإِ" (٢/٩١٠-٩١١) عَنِ زيد بن أسلم، عن جابر به. ومن طريق مالك رواه ابن حبان في "صحيحه" (٥٤١٨) ، والبزار في "مسنده" (٢٩٦٣/كشف الأستار) ، والحاكم في "المستدرك" (٤/١٨٣) .
(٤) قوله: «كانت» سقط من (ك) .
(٥) في (ت) و (ك) : «وأرى» .
(٦) أي: لعبيد بن هشام.
(٧) قال ابن عبد البر: «وقد حدَّث أبو نعيم الحلبي عبيد بن هشام، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَالِكِ بحديث هو عندهم خطأ؛ إن أراد حديث زيد بن أسلم هذا» . وقال: «رواه عن أبي نعيم الحلبي جماعةٌ هكذا بهذا الإسناد منهم: أبو عمران، وموسى بن محمد الأنطاكي، وسعيد بن عبد العزيز بن مروان الحلبي» .
وعدَّ الذهبي في "الميزان (٣/٢٤) هذا الحديث من مناكير عُبيد بن هاشم.
قال ابن عبد البر في "التمهيد" (٣/٢٥٥) : «وفيه إباحة الكلام بالمَعاريض وبما فَحْواه يسمع إذا كان المتكلِّم به يريد به وجهًا محمودًا، ألا ترى إلى قوله: "ما لَه ضرب الله عنقَه! " وهو يريد بذلك الشهادة له، وكان (ص) قلما يقول مثل هذا إلا كان كما قال» .

الصفحة 101