كتاب العلل لابن أبي حاتم ت الحميد (اسم الجزء: 6)

٢٣٧١ - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثنا عَنِ سَعِيدِ بْنِ محمَّد الجَرْمي (١) ،
عَنْ أَبِي عُبَيدة الحدَّاد (٢) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبة، عَنْ قَتادة، عَنْ أَنَسٍ: أنَّ رَسُولَ اللَّهِ (ص) قَالَ: إِنَّ اللهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ، ويُعْطِي عَلَيْهِ (٣) مَالَا يُعْطِي عَلَى العُنْفِ، وَكَانَ يُقَالُ: خُذُوا بالناسِ اليَسيرَ (٤) وَلا تُمِلُّوهم. قَالَ قَتادة: إنَّ المؤمنينَ قومٌ رُفَقاء رُحَماء.
---------------
(١) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (١٩٦١/كشف الأستار) ، والطبراني في "الأوسط" (٢٩٣٤) ، و"الصغير" (٢٢١) ، وأبو الشيخ في "حديثه" (٧١/انتقاء ابن مردويه) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (٦/١٢٤) ، والبيهقي في "الشعب" (١٠٥٥٤) . قال البزار: «وهذا لا نعلمه يُروى عن أنس إلا من هذا الوجه، ولا نعلم حدث به عن سعيد غير عبد الأعلى (كذا) » . ولعل صوابه: «عبد الواحد» .
وقال الطبراني: «لم يروه عن قتادة إلا سعيد، ولا عن سعيد إلا أبو عبيدة، ولا عن أبي عبيدة إلا سعيد الجرمي» .
(٢) هو: عبد الواحد بن واصل السَّدوسي.
(٣) في (ت) و (ك) : «عليه بالرفق» .
(٤) كذا في جميع النسخ، ونحوه في "شعب الإيمان"، والجادَّة: «خُذُوا الناسَ باليَسيرِ» ، وفي الموضع السابق من "تاريخ بغداد": «خُذُوا الناسَ بالمَيسورِ» . لكن ما في النسخ إن لم يكن سهوًا أو تصحيفًا، فإنه يخرَّج على أنه من باب «القلب» ، ومثله قوله تعالى: [القَصَص: ٧٦] {لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ} ، أي: إنَّ العصبة لتنوءُ بمفاتحه، وقوله (ص) : «زيِّنوا القرآنَ بأصواتكم» ، أي: زيِّنوا أصواتَكُمْ بالقرآنِ. وانظر تعليقنا على المسألة رقم (١٨٧٤) .
ويحتمل أن يكون على التقديم والتأخير في الكلام، والتقدير: خذُوا اليسير بالناس، أي: على الناس، والباء في العربية قد تأتي بمعنى «على» ، وله شواهد كما في "مغني اللبيب" (ص١١٣) .

الصفحة 119