كتاب العلل لابن أبي حاتم ت الحميد (اسم الجزء: 6)

النبيِّ (ص) ؛ أَنَّهُ نَهى عَنْ تَعَاقُرِ الأَعْراب (١) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا - مرفوع (٢) - باطلٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنِ ابْنِ عبَّاس، قولَهُ (٣) .
ومعناه: أنَّ الأعرابَ كانَ (٤)
- فِي الجاهليَّة - يَقُولُ بعضُهُم لبعض: نَتَعاقَرُ إبلَنَا؛ إنْ كَانَ كذا وكذا؛ عَقَرْتَ مِنْ (٥) إبلك (٦) كذا، وإن لم يكُن، عقرتُ مِنْ إبلي كذا، وذلك عَلَى أن يَتَهاجَيَا على تَعاقُرِ الأعرابِ بينهما.
---------------
(١) قال ابن الأثير في "النهاية" (٣/٢٧٢) : «هو عقرهم الإبلَ، كان يتبارى الرجُلان في الجُود والسَّخاء فيعقرُ هذا إبلاً ويعقرُ هذا إبلاً، حتى يُعَجِّزَ أحدهما الآخرَ، وكانوا يفعلونها رياءً وسمعة وتفاخُرًا، ولا يَقْصدون به وجهَ الله، فشبَّهه بما ذُبح لغير الله» .
(٢) كذا بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (٣٤) ، وأصل الكلام: هذا باطلٌ مرفوعًا.
(٣) رواه الحربي في "غريب الحديث" (٣/٩٩٢) : حدثنا أبو بكر بن الأسود، حدثنا غُندر، عن عوف، عن أبي ريحانة؛ كان ابن عباس يقول: لا تأكلوا من تَعاقُر الأعراب. اهـ. وتتمته عند غيره: «فإني لا آمنُ أن يكونَ مما أُهِلَّ به لغير الله» .
ورواه ابن أبي شيبة في "تفسيره" - كما في "اقتضاء الصراط المستقيم" (٢/٥٦٧) لابن تيمية - قال: حدثنا وكيع، عن أصحابه، عن عوف الأعرابي، عن أبي ريحانة قال: سئل ابن عباس ... فذكره.
(٤) كذا في جميع النسخ، وفي هامش (ف) : «هكذا في أصله» ، ويتخرَّج على وجهين:
الأول: على أنَّ اسم «كان» ضمير الشأن، والتقدير: «أنَّ الأعرابَ كان هو [أي: الشأن] : يقول بعضُهُم لبعض في الجاهليَّة ... إلخ» . وانظر تعليقنا على المسألة رقم (٨٥٤) . والثاني: أن ضبطها «كانُ» وهي من باب الاجتزاء بالحركة عن الحرف، فالأصل: «كانُوا» ، ولكن اجتُزئ بضمة النون عن الواو، وانظر تعليقنا على المسألة رقم (٦٧٩) .
(٥) قوله: «من» من (ك) فقط.
(٦) في (ك) : «إبل» .

الصفحة 12