كتاب العلل لابن أبي حاتم ت الحميد (اسم الجزء: 6)

أَبِي عُبيدة بْنِ حُذَيفة، عَنْ حُذَيفة: أنَّ رسول الله (ص) (١) قَالَ: مَنْ بَاعَ دَارًا فَلَمْ يَشْتَرِ مِنْ ثَمَنِهِ (٢) دَارًا، لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهَا.
ورَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيالسي (٣) ، عَنْ شُعْبة، عَنْ يزيدَ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي عُبيدة بْنِ حُذَيفة، عَنْ حُذَيفة، موقوفً (٤) .
فسمعتُ أَبِي يقولُ: مَوْقُوفٌ (٥) عِنْدِي أقوى، و «يزيدَ أبي
---------------
(١) في (ت) و (ف) و (ك) : «أن النبي (ص) » .
(٢) كذا في جميع النسخ عدا (ف) ففيها: «ثمنها» ، وضرب الناسخ عليها وكتبها «ثمنه» ، والجادَّة أن يقال: «ثمنها» كما في المسألة رقم (٢٤٩٢) ، وفي مصادر التخريج، لكنَّ ما وقع في النسخ صحيحٌ عربيةً، ويخرَّج على وجهين: الأول: أن يكون الضمير مذكَّرًا على ما هو ظاهر، ويكون هذا جاريًا على لغة من يذكِّر الدار، قال في "القاموس" (ص٣٩٣) : «الدار: المَحَلُّ يَجمعُ البناء والعَرْصة كالدارة، وقد تذكَّر» . اهـ. وسيعيدُ الضميرَ إلى «الدار» على لغة من يؤنثها في قوله: «فيها» ؛ وفي هذا جمع بين لغتين في كلام واحد، وهو جائزٌ. انظر تعليقنا على المسألة رقم (٢٤١) . والثاني: أن الضمير مؤنث على الجادَّة، والأصل: «مِنْ ثَمَنِهَا» ؛ لكن جاء على لغة طيِّئ ولَخْم؛ حُذِفَتْ ألف «ها» ، ونقلت فتحة الهاء إلى الحرف الذي قبلها، فصارت: «مِن ثمَنَهْ» ، وانظر في هذه اللغة تعليقنا على المسألة رقم (٢٣٥) .
(٣) في "مسنده" (٤٢٣) ، ومن طريقه أخرجه المزي في "تهذيب الكمال" (٣٤/٥٧) . وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (٨/٣٢٧) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (٣٤/٥٦) من طريق محمد بن بشار، عن عبد الرحمن بن مهدي ومحمد بن جعفر، عن شعبة، به. وأخرجه الإمام أحمد في "الأسامي والكنى" (١٤٧) من طريق حجاج بن محمد، والبخاري أيضًا (٨/٣٢٨) من طريق آدم بن أبي إياس، والمزي في "تهذيب الكمال" (٣٤/٥٦) من طريق حَرَمي بن عمارة، كلاهما عن شعبة، به.
(٤) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر تعليقنا في المسألة رقم (٣٤) .
(٥) قوله: «فسمعت أبي يقول موقوف» مكرر في (ك) . وقوله: «موقوفً» كذا في جميع النسخ، وهو حال منصوب، وحذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (٣٤) .

الصفحة 122