قَالَ أَبِي: حديثُ أَبِي نُعَيم أصحُّ؛ مُرسَلٌ (١) .
٢٣٧٨ - وسألتُ (٢) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة (٣) ، عَنْ عُمَرَ (٤) الدِّمَشْقِيِّ، عَنْ مَكحُول (٥) ، عَنْ واثِلَة بْنِ الأَسْقَع: أنَّ رَسُولَ اللَّهِ (ص) - قَالَ (٦) - يومَ خَيْبَرَ جُعِلَت لَهُ (٧) مَأْدُبَةٌ، وَأَكَلَ مُتَّكِئًا، واطَّلَى (٨) بالنُّورَة (٩) ، وَأَصَابَتْهُ الشمسُ، وَلَبِسَ البُرْطُلَّة (١٠) ؟
قَالَ أبي: هو عمر بْنُ مُوسَى الوَجِيهي (١١) ، وَهَذَا حديثٌ باطِلٌ.
---------------
(١) قوله: «مرسل» مرفوعٌ على أنه خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: هو مرسلٌ، ويجوز أن يكون منصوبًا على الحال اللازمة، وحذفت منه ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (٣٤) . وانظر في الحال المنتقلة واللازمة: شروح ألفية ابن مالك، باب الحال.
(٢) نقل قول أبي حاتم ابنُ الملقن في "البدر المنير" (٥/ل ٥٦) .
(٣) هو: ابن الوليد.
(٤) في (أ) و (ش) : «عمرو» .
(٥) هو: الشامي أبو عبد الله.
(٦) القائلُ هو واثلة، وانظر التعليق التالي.
(٧) أي: للنبي (ص) ؛ ويوضحه رواية الطبراني، ففيها: «عن واثلة قال: لما افتتح رسول الله (ص) خيبر، جُعلت له مَأْدُبَة ... » .
(٨) في (ك) تشبه: «والحلا» .
(٩) هي: أخْلاطٌ تُستَعمَلُ لإزالة الشعر. انظر "المصباح المنير" (ن ور/٢/٦٣٠) .
(١٠) البُرْطُلَة والبُرْطُلَّة: المِظَلَّة الصيفيَّة، أي: ما يُستَظَلُّ به من الشمس. والبُرْطُلُ والبُرْطُلُّ: القَلَنْسُوَة تُلْبَسُ على الرأس. انظر "اللسان" (١١/٥١) ، و"تاج العروس" (٢٨/٧٥) (ب ر ط ل) .
(١١) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (٢٢/٦٢ رقم١٤٩) ، وفي "مسند الشاميين" (٣٣٩٨) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٤٥/٧٨) ، إلا أنه وقع منسوبًا عند ابن عساكر: «عمر بن سليمان» .
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٥/٢٤) : «وبقية ثقة ولكنه مدلِّس، وعمر لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات» .