كتاب العلل لابن أبي حاتم ت الحميد (اسم الجزء: 6)

٢٣٩٣ - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي شُعَيب الحرَّاني (١) ،
عن مسكين ابن بُكير، عَنْ شُعبة، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ (٢) ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: سَأَلْتُ أنسً (٣) عَنِ النُّشْرَة (٤) ؟ فَقَالَ: ذَكِّرُوا عَنِ النبيِّ (ص) : إِنَّهَا مِنْ عَمَلِ (٥) الشَّيْطَان ِ؟
فَقَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: أَبُو رَجَاءٍ؛ قَالَ: سألتُ الْحَسَنَ عَنِ النُّشْرَة؟ فَقَالَ: ذَكِّرُوا عن
---------------
(١) لم نقف على روايته، والحديث مرويٌّ من طريق ابنه الحسن بن أحمد بن أبي شعيب، وكلاهما يروي عن مسكين بن بكير، كما في"تهذيب الكمال" (٢٧/٤٨٤) .
ورواية الحسن أخرجها البزار في "مسنده" (٣٠٣٤/كشف الأستار) ، والحاكم في "المستدرك" (٤/٤١٨) ، وأبو نعيم في "الحلية" (٧/١٦٥) .
قال البزار: «لا نعلم أسنده عن شعبة إلا مسكين، وهو حرَّاني، مشهور، ولا أسند شعبة، عن أبي رجاء إلا هذا، وأبو رجاء اسمه: محمد بن سيف، وهو بصري مشهور، روى عنه شعبة، ويزيد بن زريع، وإسماعيل ابن عليَّة، ونوح بن قيس الطاحي، ويوسف بن داود السَّمتي» .
(٢) هو: محمد بن سيف، كذا سمَّاه البزار - كما تقدم - والمزي في "تحفة الأشراف" (١٨٥٥١) ، وهكذا ترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" (١/١٠٤) ، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (٧/٢٨١) .
وقال أبو نعيم في "الحلية" (٧/١٦٥) : «أبو رجاء، = = اسمه محمد بن يونس، بصري» .
وقال الحاكم في "المستدرك" (٤/٤١٨) : «هو: مطر الورَّاق» .
(٣) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب، وهي لغة ربيعة، تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (٣٤) . وانظر المسألة رقم (١٩٥) .
(٤) النُّشْرَة بالضم: ضَربٌ من الرُّقْية والعِلاج، يُعالَجُ به مَن كان يُظَنُّ أن به مَسًّا من الجِنِّ، سمِّيت نُشرةً لأنه يُنشَر بها عنه ما خامَرَه من الداء: أي يُكشَف ويُزال. وقال الحسن: النُّشرة من السِّحر. "النهاية" (٥/٥٤) .
وقال ابن القيم في "إعلام الموقِّعين" (٤/٣٩٦) : «وسئل النبي (ص) عن النُّشْرةِ؟ فقال: «هي من عمل الشيطان» ؛ ذكره أحمد [في "مسنده" (١٤١٦٧) ] ، وأبو داود [في "سننه" (٣٨٦٨) ] ، والنشرة: حلُّ السِّحر عن المسحور، وهي نوعان؛ [أحدهما] : حلُّ السِّحر بسِحرٍ مثله؛ وهو الذي من عمل الشيطان، فإنَّ السحر من عمله؛ فيتقرَّب إليه الناشر والمنتشر بما يُحبُّ؛ فيبطلُ عمله عن المسحور. والثاني: النشرةُ بالرقية والتعوُّذات والدعوات والأدوية المباحة؛ فهذا جائزٌ بل مستحبٌّ، وعلى النوع المذموم يحمل قول الحسن: لا يَحلُّ السِّحر إلا ساحِر» . اهـ.
وعلى ذلك فالنشرة منها الممنوعة ومنها المشروعة. انظر "معارج القبول، شرح سلم الوصول" (٧٠٩-٧١٢) ، و"فتح المجيد، شرح كتاب التوحيد" (ص ٣٤١-٣٤٤/باب ما جاء في النشرة) ، وانظر تعليقة الشيخ ابن باز _ح على هذا الموضوع من "فتح المجيد".
(٥) في (ك) : «علم» .

الصفحة 139