كتاب العلل لابن أبي حاتم ت الحميد (اسم الجزء: 6)

كُلُوا بِثَلَاثٍ، فَإِنَّهَا سُنَّةٌ، ولَا تَأْكُلُوا بِخَمْسٍ، فَإِنَّهَا أَكْلَةُ الأَعْرَابِ (١) ؟
قَالَ أَبِي: هَذِهِ الثلاثةُ الأحاديثِ (٢) موضوعةٌ، لا أصلَ لَهَا، وَكَانَ بَقِيَّة يدلِّس، فظنُّوا هؤلاءِ (٣) أَنَّهُ يَقُولُ فِي كل حَدِيث: حدَّثنا، ولا يَفْتَقدوا (٤) الخبرَ (٥) مِنْهُ.
٢٣٩٥ - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ حدَّثنا بِهِ، عَنْ أَبِي التَّقيِّ (٦) ، عَنْ وَهْب بْنِ داود، عن الحسن بن واقع (٧) ، عَنِ ابْنِ أَبِي الزَّرْقاء (٨) ، عَنْ مَيْمون بْنِ مِهْران؛ قَالَ: لا تَضْربوا أعوانكُم (٩) عَلَى كَسْر الآنِيَةِ؛ فإنَّ لَهَا آجَالا (١٠) كَآجَالِ النَّاسِ؟
قَالَ أَبِي: هَذِهِ الحكايةُ كذبٌ.
٢٣٩٦- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بن المُصَفَّى (١١) ، عن
---------------
(١) قال الذهبي في "السير" (٨/٥٢٥) عن هذه الأحاديث: «وهذه بواطيل» .
(٢) في (ك) : «الثلاث أحاديث» .
(٣) في (ك) : «وظنوا هؤلاء» . والجادَّة: «فظنَّ هؤلاء» ، وما في النسخ يخرَّج على لغة من يقول: "أكلوني البراغيث"، وانظر تعليقنا على هذه اللغة في المسألة رقم (٤١٠) .
(٤) كذا في جميع النسخ، ومثله في المسألة رقم (١٨٧١) . والجادَّة: «ولا يفتقدون» ، وما في النسخ يخرَّج على لغة من يحذف نون الرفع من الأفعال الخمسة بلا ناصب ولا جازم. وقد تقدم التعليق على هذه اللغة في المسألة رقم (١٠١٥) . وانظر معنى «لا يفتقدون الخبر منه» في تعليقنا على المسألة (١٨٧١) .
(٥) في (ك) : «الحديث» .
(٦) هو: هشام بن عبد الملك.
(٧) في (ت) و (ك) : «رافع» .
(٨) في (ك) : «عن أبي الزرقاء» .
(٩) ضبَّب في (ف) على قوله: «أعوانكم» .
(١٠) في (أ) و (ش) و (ف) : «أجلاً» .
(١١) تابعه أحمد بن فرج أبو عتبة الحمصي، عن بقية، به. وروايته أخرجها بحشل في "تاريخ واسط" (ص٦٨) .
والحديث أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (٣٩٢) ، وابن سعد في "الطبقات" (١/٣٧٨) ، والترمذي في "جامعه" (٢٤٩٠) ، وابن ماجه في "سننه" (٣٧١٦) من طريق زيد العَمِّي، عن أنس، به.
قال الترمذي: «هذا حديث غريب» .
ورواه البخاري في "صحيحه" (٣٥٦١) ، ومسلم في "صحيحه" (٢٣٣٠) من طريق ثابت، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: مَا مسستُ حَرِيرًا وَلَا دِيبَاجًا أَلْيَنَ مِنْ كَفِّ النَّبِيِّ (ص) ، وَلَا شممتُ رِيحًا قَطُّ أَوْ عَرْفًا قَطُّ أَطْيَبَ مِنْ رِيحِ أَوْ عَرْفِ النَّبِيِّ (ص) .

الصفحة 142