وَرَوَى هَذَا الحديثَ حارثٌ الخازن (١) - شيخٌ بِهَمَذَانَ (٢) - عَنْ إِبْرَاهِيم بْن سعد، عن الزُّهري، عن عُبَيدالله، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ النبيِّ (ص) . وأخطَأَ فيه الشيخُ، يشبه أن يكونَ دخل له حديثٌ فِي حَدِيث، وليس هَذَا الحديثُ مِنْ حَدِيث إِبْرَاهِيم بْن سَعْد.
قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: ما حالُ هَذَا الشيخ الهَمْذانيِّ (٣) ؟
قال: كان شيخً (٤) لم يبلُغْني عنه أَنَّهُ حدَّث بحديثٍ مُنكَر إلا هَذَا، وقد كَانَ كتب عَنْ أَبِي مَعْشَر حديثا كثيرا.
قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: فما وجهُ هَذَا الْحَدِيث عندك؟
قال: أخطأ فيه عبد الرزَّاق، والصَّحيحُ من حَدِيث مَعْمَر: عَنِ الزُّهري: أنَّ النبيَّ (ص) ، مُرسَلً (٥) . وأمَّا نفسُ الْحَدِيث، فالصَّحيحُ
---------------
(١) نقل ابن حجر في "لسان الميزان" (٢/١٥٣) قول أبي زرعة في حارث الخازن.
ورواية حارث هذا أخرجها الخطابي في "غريب الحديث" (٢/١٤٢) . ورواه البيهقي في "السنن الكبرى" (٩/٣١٧) من طريق محمد بن عبد الله، عن إبراهيم بن سعد، به.
(٢) المثبت من (ت) ، وأهملت الذال في بقية النسخ.
(٣) لم تنقط الذال في جميع النسخ، وتقدمت نسبته لهمذان، وانظر "سير أعلام النبلاء" (١١/١٤٥) ، و"لسان الميزان" (٢/٥١٩- أبو غدة) .
(٤) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة التي تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (٣٤) .
(٥) نقل ابن الملقن في "البدر المنير" (٤/٤٢٦/مخطوط) قول أبي زرعة أن الصحيح من حديث معمر: الإرسال.
وقوله: «مرسل» في كلام أبي زرعة: يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (٨٥) .