زُرَيع (١) ،
عن عَطاء الخُراساني، عن عبد الله بْنِ بُرَيدة الأسْلَمي، عَنْ أَبِيهِ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إِنَّا نَهَيْنَاكُمْ عَنْ قِرَان ِ التَّمْرِ فَاقْرِنُوهُ (٢) ، فَقَدْ وَسَّعَ اللهُ الخَيْرَ؟
---------------
(١) في (ك) : «رزيع» . والمثبت من بقية النسخ، وكذا وقع في "كشف الأستار عن زوائد البزار"، ومثله في الأصول الخطية لـ "مسند الروياني"، و"أمالي ابن البختري" و"مسند الشاميين" للطبراني، و"الناسخ والمنسوخ" لابن شاهين، إلا أن محققيها خطَّؤوا هذا، وصوبوها «بزيع» .
ووقع في "الأوسط" للطبراني: «بزيع» ، وكذا في "الناسخ والمنسوخ" لابن الجوزي، ولم يذكر المحققان أن في أصليهما خلاف ذلك، مع أن ابن الجوزي رواه من طريق ابن شاهين الذي وقع عنده: «زريع» ، وأما "الأوسط" للطبراني: فقد نقل العيني في "عمدة القاري" (١٣/٣) إسناده، وفيه: «يزيد بن زريع» !
والذي نراه: أن يزيد بن بزيع، ويزيد بن زريع، كلاهما يروي عن عطاء الخراساني، لكن يزيد بن زريع هذا هو الرَّملي، وليس أبا معاوية البصري، فليس من المعقول أن تجمع المصادر التي ذكرناها على هذا الخطأ، مع تعدد الرواة عنه!!
هذا مع أنه جاءت روايته عن عطاء الخرساني في غير هذا الحديث. فانظر: "السنة" لابن أبي عاصم (١٣٨٠) ، و"تفسير ابن جرير الطبري (١٦/٢١٨) ، و"مسند الشاميين" للطبراني (٢٤٤٤) ، و"سنن الدارقطني" (٣/١٦٣ رقم٢٤٠) ، و"مستدرك الحاكم" (٢/١٧) .
وترجم له الذهبي في "ميزان الاعتدال" (٤/٤٢٢ رقم ٩٦٩١) فقال: «يزيد بن زريع شيخ رملي لا يكاد يعرف، يروي عن عطاء الخراساني، ضعفه ابن معين» ، فتعقبه ابن حجر في "لسان الميزان" (٦/٢٨٧ رقم ١٠١١) بقوله: «صوابه: يزيد بن بزيع، وقد مرَّ» . والظاهر أن كلام الحافظ ابن حجر هنا هو عمدة أولئك المحققين الذين غيروا العبارة في تلك الكتب، والله أعلم.
(٢) في (ت) و (ك) : «فافرزوه» ، ولم تنقط الزاي في (ك) ، وقِرَانُ التمر: هو جمع التمرتَين في لُقمة واحدة، ونحوه القِرانُ في الحج، وهو جمعُه مع العمرة في الإحرام، ويقال في فعله: قَرَن، ولا يقال أَقرَنَ، أفاده القاضي عياض في "مشارق الأنوار" (٢/١٨٠) ، وقال: «وجاء في الحديث: " نَهَى عن الإقرَان في التَّمر"؛ كذا في أكثر الروايات، وصوابه: القِرَان» . اهـ.
وانظر "مقدمة فتح الباري" (ص ١٧٢) .