كتاب العلل لابن أبي حاتم ت الحميد (اسم الجزء: 6)

عَنْ حَبِيبِ بنِ الشَّهيد، عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَة (١) : أنَّ ابْنَ الزُّبَير قال لعبد الله بْنِ جَعْفَرٍ: أتذكُرُ يومَ (٢) تلقَّينا النبيَّ (ص) (٣) ... ؟
وَرَوَاهُ شُعبة (٤) ، عَنْ حَبيب بْنِ الشَّهيد، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَة: أنَّ ابنَ الزُّبَير قَالَ لابْنِ عَبَّاسٍ: أتذكُرُ يومَ تلقَّينا النبيَّ (ص) (٥) ، أَنَا وَأَنْتَ ... ؟
فَقَالَ أَبِي: يختلفونَ فِيهِ، يَقُولُونَ (٦) : هَكَذَا وَهَكَذَا، وشُعبة حافظٌ (٧) .
---------------
(١) هو: عبد الله بن عُبَيدالله بن أبي مليكة.
(٢) قوله: «يوم» سقط من (ف) .
(٣) وتتمته: «أنا وأنت وابن عباس؟ قال نعم، فحَمَلَنا وتَرَكَك» .
(٤) في (ك) : «رسول الله (ص) » .
(٥) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (١/٢٤٠ رقم ٢١٤٦) .
(٦) في (ش) : «فيقولون» .
(٧) وقع في هذا الحديث اختلافان:
الاختلاف الأول: في قائل: «أتذكر يوم تلقينا النبيَّ (ص) » أهو ابن الزبير أم ابن جعفر؟ ويتفرَّع عليه الخلافُ في قائل: «فحملنا وتركك» في آخر الحديث.
فرواه البخاري (٣٠٨٢) من طريق يزيد بن زُريع وحميد ابن الأسود، عن حبيب، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: قال ابن الزبير لابن جعفر ج: أتذكر إذ تلقَّينا رسولَ الله (ص) أنا وأنت وابن عباس؟ قال: نعم، فحَمَلَنا وتركَك.
قال ابن حجر في "الفتح" (٦/١٩٢) : «ظاهره أن القائل: "فحملنا" هو عبد الله بن جعفر، وأن المتروك، هو ابن الزبير» . اهـ.
ورواه مسلم (٢٤٢٧) من طريق ابن عُلَيَّة وأبي أسامة، عن حبيب، عن أبي مليكة: قال عبد الله بن جعفر لابن الزبير: أتذكر ... فذكره.
قال القاضي عياض في "إكمال المعلم" (٧/٤٣٨) : «وظاهره أن قائل هذا ابنُ الزبير، وأن ابن جعفر المتروك، ونحوه فى مسند ابن أبي شيبة؛ لكن البخاري والنسائي ذكرا الخبرَ على خلاف هذا مما هو الأشبه، وأن القائل أولاً: "أتذكر إذ تلقَّينا رسولَ الله (ص) ؟ " إنما هو ابن الزبير، ويكون القائل له: "نعم، فحَمَلَنا وتركَك" ابن جعفر، ويدلُّ على صحَّتِه ما ذكر مسلم بعده من الأحاديث عن عبد الله بن جعفر فانظرها، وإن لم يكن فيها لابن الزبير ذكر» . اهـ.
وقال ابن حجر: «والذي في البخاري أصحُّ، ويؤيده ما تقدم في الحج عن ابن عباس قال: لما قدم رسول الله (ص) مكة استقبلته أُغيلمةٌ من بني عبد المطلب، فحمل واحدًا بين يديه، وآخر خلفه؛ فإن ابن جعفر من بني عبد المطلب بخلاف ابن الزبير، وإن كان عبد المطلب جدَّ أبيه لكنه جدٌّ لأمه» . اهـ.
ويؤيده ما يأتي ذكره في الخلاف الثاني من حديث شعبة، وفيه قول ابن عباس لابن الزبير: «نعم، فحملني وفلانًا - غلامًا من بنى هاشم - وتركك» .
قال ابن حجر: «وقد روى أحمد [١/٢٠٣] الحديث عن ابن عليَّة فبيَّن سببَ الوهم ولفظه مثل لفظ مسلم؛ لكن زاد بعد قوله: " قال نعم ": قال: " فحملنا ". قال أحمد: وحدثنا به مرَّة أخرى فقال فيه: "قال نعم فحملنا"؛ يعني: وأسقط "قال" التي بعد "نعم". قلت: وبإثباتها توافق رواية البخاري وبحذفها تخالفها، والله أعلم» . اهـ.
والاختلاف الثاني: ما ذكره المصنف من حديث شعبة، عن حبيب، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: شهدت ابن الزبير وابن عباس، فقال ابن الزبير لابن عباس: أتذكر حين استقبلنا رسول الله (ص) وقد جاء من سفر؟ فقال: نعم، فحملني وفلانًا - غلامًا من بني هاشم - وتركك.

الصفحة 8