كتاب العلل لابن أبي حاتم ت الحميد (اسم الجزء: 6)

وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: عَنْ جَابِرٍ، عن النبيِّ (ص) (١) .
فَقَالَ أَبِي: مَنْ قَالَ: عَنْ جَابِر، فقد أخطَأ، ومن قَالَ: عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فقد أصاب. وَهَذَا قد أصاب، قد تخلَّص؛ قصَّر به (٢) .
٢٣٤٠ - وسمعتُ أَبِي وَذَكَرَ حديثَ اللَّيث، عَنِ ابْنِ عَجْلان، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْري، عن النبيِّ (ص) : إِيَّاكُمْ والقُعُودَ عَلَى الطُّرُقِ ... ، الحديثَ.
---------------
(١) الحديث رواه البزار في "مسنده: (٢٠١٤/كشف الأستار) من طريق إسماعيل بن مسلم، وابن عدي في "الكامل" (٤/٢١٨) من طريق عبد الله بن محمد بن المغيرة، عن سفيان الثوري، كلاهما عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَن جابر، عن النبي (ص) ، به.
قال البزار: «إسماعيل ليِّن الحديث، ولم يُتابَع عليه، وقد روى عنه الأعمش والثوري وغيرهما» .
وقال ابن عدي: «لا أعلم يرويه عن الثوري غير عبد الله ابن محمد» .
(٢) قوله: «وهذا قد أصاب ... » يعني به راوي الرواية الأصل في المسألة، وهو: إما الليث بن سعد، أو محمد بن عجلان.
والمراد: أنه تخلَّص من الاختلاف، فقصَّر بالرواية؛ فأرسل الحديث حتى لا يذكر الصحابي الذي حصل فيه الاختلاف، ولا الرجل المبهم. هذا مع أن أبا حاتم صوَّب رواية من رواه عن ابن المنكدر، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، ولكنه لا يرى التقصير في الرواية اختلافًا مؤثرًا؛ ولذا يكثر قوله في هذا الكتاب: «جميعًا صحيحين، قصَّر به فلان» .

الصفحة 83