كتاب إكمال تهذيب الكمال ط الفاروق (اسم الجزء: 6)

وذكر شعبة عند سفيان يوما فقال: ذاك أمير المؤمنين الصغير.
ولما ماتت أمه جاءه سليمان التيمي وأبو عون يعزيانه فيها.
وقال له سفيان (تغليبا) بواسط.
ولما ذكره ابن حبان في «الثقات» قال: ولد بنهريان قرية أسفل من واسط سنة ثلاث وثمانين، وكان من سادات أهل زمانه حفظا وإتقانا وورعا وفضلا، وهو أول من فتش عن أمر المحدثين وجانب الضعفاء والمتروكين حتى صار علما يقتدى به، ثم تابعه عليه بعد أهل العراق، وقال: رأيت الحسن بن أبي الحسن وعليه عمامة سوداء.
وفي «تاريخ واسط» عن شعبة: لما قدمت سألت عن منزل الحسن فاستنكر الناس ذاك مني فقلت: إني من أهل واسط.
وفي كتاب المنتجيلي: كان ثقة ثبتا في الحديث ولا يحدث إلا عن ثقة، مات بالبصرة يوم الخميس لثلاث بقين من جمادى الآخرة سنة ستين، وصلى عليه عبد الملك بن أيوب، وكذا ذكره ابن أبي خيثمة، زاد المنتجيلي: وكان له أخ من أمه يقال له: عمر بن عبد الأعلى، وقال له رجل يوما: من أين أنت؟ فقال أنا من الحي الذين تضمنوا سد الثغور، وفتح باب المشرق وقدم بغداد بسبب أخ له حبس وكان يطلب الشعر قبل طلبه الحديث.
وقال يحيى بن معين: كان شعبة صاحب نحو وشعر، وكان يعقوب بن إسحاق يقول: إذا حدثه شعبة حدثني الضخم عن الضخام شعبة الخير أبو بسطام، وكان ابن عيينة يقول: ينبغي أن يسمى شعبة أمير المؤمنين في الحديث، وقال عبد الله بن إدريس: شعبة قبان المحدثين ولو استقبلت من أمري ما استدبرت ما لزمت غيره، وقال بشر بن الحارث: ما منعني من

الصفحة 262