كتاب إكمال تهذيب الكمال ط الفاروق (اسم الجزء: 7)

العباس بسفط جوهر، ففتحه فقال: هذا والله يا أبا محمد ما وصل إلي من الجوهر الذي كان بيدي بني أمية، ثم قاسمه إياه فأعطاه نصفه وبعث أبو العباس بالنصف الآخر إلى امرأته أم سلمة، ثم تحدثا ساعة ونعس أبو العباس فخفق برأسه فأنشأ عبد الله مستمثلا:
ألم تر حوشبا أمسى يبني ... قصور نفعها لبني بقيلة
يؤمل أن يعمر عمر نوح ... وأمر الله يحدث كل ليلة
قال: فانتبه أبو العباس ففهم ما قال فقال: يا أبا محمد تمثل بهذا عندي وقد رأيت صنعي بك، وأني لم أدخرك شيئا، فقال: يا أمير المؤمنين هفوة كانت مني وما أردت بها والله سوءا، زاد في " ربيع الأبرار ": فقال: لا يألني الله تعالى إن مت في عسكري فأخرجه إلى المدينة وتمثل:
أزيد خانة زيد فتلى ... غدرا في خليلك من يرادد
وكلم فيه أبو جعفر فقال والله لا نجفه سواه وهو يكلمني فيه.
وقال أبو أحمد الحاكم: مات قبل الهزيمة بقليل.
وقال المرزباني: هو شيخ بني هاشم وأقعدهم نسبا وأعظمهم خطرا وأعلاهم سنا وقدرا وهو القائل:
أنس غرائر ما هممن بريبة ... كظباء مكة صيدهن حرام
تحسبن من لين الحديث ذوائبا ... ويصدهن عن الخنا الإسلام
[ق ٢٥٩/أ] وفي " تاريخ ابن عساكر ": قدم وهو شاب على سليمان بن عبد الملك، فكان يختلف إلى عمر بن عبد العزيز، ليستعين به على سليمان في حوائجه فقال له عمر: إن رأيت أن لا تقف ببابي إلا في الساعة التي ترى أن يؤذن فيها فعلت فإني أكره أن تقف ببابي فلا يؤذن لك، فجاءه ذات يوم فقال: إن أمير المؤمنين قد بلغه إن في العسكر مطعونا فالحق بأهلك [آمن] بك،

الصفحة 305