كتاب أعلام الموقعين عن رب العالمين - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)
وقال عُقْبة بن عمرو: ما أرى أحدًا أعلمَ بما أُنزل على محمد - صلى الله عليه وسلم - من عبد الله بن مسعود (¬١)، فقال (¬٢) أبو موسى: إن تقل ذاك، فإنه كان يسمع حين لا نسمع، ويدخل حين لا ندخل (¬٣).
وقال عبد الله: ما أُنزلت سورة إلا وأنا أعلم فيما أنزلت، ولو أنّي أعلم أنَّ رجلًا أعلمَ بكتاب الله منِّي تبلُغه الإبلُ لأتيتُه (¬٤).
وقال زيد بن وهب: كنت جالسًا عند عمر، فأقبل عبد الله، فدنا منه، فأكبَّ عليه، وكلَّمه بشيء، ثم انصرف. فقال عمر: كُنَيْفٌ مُلئ علمًا! (¬٥).
وقال الأعمش عن إبراهيم: إنه كان لا يعدِل بقول عمر وعبد الله إذا اجتمعا (¬٦). فإذا اختلفا كان قولُ عبد الله أعجبَ إليه، لأنه كان ألطف (¬٧).
---------------
(¬١) "بن مسعود" من ح، ف.
(¬٢) من هنا وقع خرم في س.
(¬٣) رواه الطبراني (٨٤٩٥)، والحاكم (٣/ ٣١٦)، لكن وقع في سند الحاكم سقطٌ.
ورواه مسلم (٢٤٦١) بمعناه.
(¬٤) أخرجه البخاري (٥٠٠٢) ومسلم (٢٤٦٣) عن مسروق. وسينقله المؤلف مرة أخرى.
(¬٥) رواه ابن أبي شيبة (٣٢٩٠٢)، وأحمد في "فضائل الصحابة" (١٥٥٠)، وابن سعد في "الطبقات" (٢/ ٢٩٧، ٣/ ١٤٤)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" (٢/ ٥٤٢ - ٥٤٣)، والبيهقي في "المدخل" (١٠٠).
(¬٦) أي لا يساوي بقولهما قول أحد.
(¬٧) رواه أحمد في "العلل ومعرفة الرجال" (١٦٥٩)، وهو في كتاب "فضائل الصحابة" (٣٥٠).