كتاب أعلام الموقعين عن رب العالمين - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

ولما قاسَ مجزِّز المُدْلِجي وقافَ وحكَم بقياسه وقيافته على أن أقدام زيد وأسامة ابنِه بعضُها من بعض سُرَّ بذلك رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - حتى برَقت أساريرُ وجهه من صحة هذا القياس وموافقته للحق (¬١). وكان زيد أبيض وابنه أسامة أسود، فألحق هذا القائفُ الفرعَ بنظيره وأصله، وألغى وصف السواد والبياض الذي لا تأثير له في الحكم.
وقد تقدَّم (¬٢) قول الصديق في الكلالة: " أقول فيها برأيي، فإن يكن صوابًا فمن الله، وإن يكن خطأً فمنِّي ومن الشيطان [١٢١/ب]، أراهُ ما خلا الوالدَ والولدَ". فلما استخلف عمر قال: إني لأستحيي اللهَ (¬٣) أن أرُدَّ شيئًا قاله أبو بكر (¬٤).
وقال الشعبي عن شريح قال: قال لي عمر: اقضِ بما استبان لك من كتاب الله. فإن لم تعلم كلَّ كتابِ الله فاقضِ بما استبان لك من قضاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فإن لم تعلم كلَّ أقضية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاقضِ بما استبان لك من أئمة المهتدين. فإن لم تعلم كلَّ ما قضت به أئمةُ المهتدين فاجتهِدْ رأيَك،
---------------
(¬١) أخرجه البخاري (٣٧٣١) ومسلم (١٤٥٩) من حديث عائشة.
(¬٢) في (ص ١٧٩) من هذا المجلد.
(¬٣) ع، ف: "من الله". وكذا في النسخ المطبوعة.
(¬٤) رواه عبد الرزاق (١٩١٩١) ــ ومن طريقه ابن المنذر في "التفسير" (١٤٤٣) ــ، وسعيد بن منصور في "السنن" (٥٩١ - التفسير)، والدارمي (٣٠١٥)، وابن جرير في "جامع البيان" (٦/ ٤٧٥) من رواية الشعبي، عنه به.

الصفحة 407